الهجوم الإسرائيلي على ميدان القدس في تجريش بإيران

نجاح محمد علي، صحفي وباحث مختص بشؤون إيران والمنطقة:
صور مروعة نُشرت من الهجوم على ميدان تجريش كشفت الوجه القاسي والواقع المرير للحرب أمام أعين كل إيراني وكل إنسان ذو ضمير حي. لا يستطيع أي إيراني أن يرى هذه المشاهد دون أن يشعل قلبه بنار الألم. لكن، وبصفتي شخصاً لست إيرانياً، ومع ذلك أكن احتراما عميقاً لشعب إيران، أود أن أشارككم حقيقة مهمة:
هذه الكارثة، وهذه المأساة المؤلمة، هي نتيجة مباشرة لاستفزازات وأعمال التخريب التي قام بها المعارضون الخارجون عن الوطن والمرتزقة، الذين دفعوا بلادكم لسنوات إلى حافة الهاوية دون أدنى اعتبار لأرواح الإيرانيين.
أولئك الذين من لندن ولوس أنجلوس وباريس، من خلال وسائل الإعلام الفارسية، دعوا الناس إلى العصيان، والعقوبات، وحتى الحرب الأهلية؛ الذين خلف شعارات زائفة عن الحرية وحقوق الإنسان، طالبوا بالتدخل العسكري في إيران وتواطئوا مع أعداء هذا الوطن؛ اليوم عليهم أن يتحملوا مسؤولية الدماء التي أريقت في تجريش وفي أماكن أخرى من إيران.
هذه الوسائل الإعلامية — مثل إيران إنترناشونال، بي بي سي فارسي، من و تو وغيرها من الشبكات المرتبطة — ليست صوت الشعب، بل هي أدوات حرب نفسية وإعلامية، مهمتها تخريب عقول ومجتمعات الإيرانيين ودفع البلاد نحو الفوضى.
كل كلمة نطقوا بها، وكل تحليل سام بثوه، وكل منبر فتحوه لنشر الفرقة، أصبحت الآن تفوح منها رائحة الدماء. إنهم شركاء في الجرائم التي تحدث اليوم، حتى وإن لم تلامس أيديهم الزناد مباشرة.
أنا، كمراقب خارجي بضمير يقظ ونظرة حيادية، أطلب منكم يا أهل إيران الكرام:
-
التمييز بين النقد الداخلي والخيانة الخارجية.
-
التفريق بين الرغبة في الإصلاح والدعوة للسقوط والتقسيم.
-
رسم حدود واضحة بين صوت الشعب وأصوات مشاريع الاستخبارات والأمن التابعة للعدو.
🛑 اليوم أكثر من أي وقت مضى، وطنكم يحتاج إلى يقظة، إلى وحدة، وإلى مقاومة هذا الحرب المركبة التي تستهدفكم من جهة بالعقوبات، ومن جهة أخرى بالخداع الإعلامي والتغلغل الفكري.
إذا سقطت إيران، فلن تتحرر المعارضة ولا الشعب، بل ستصبح البلاد ساحة للصراعات الأجنبية.
المعارضون الخارجون ليسوا منقذي الأمة، بل هم جنود مشروع التدمير، ودماء تجريش شهادة واضحة على خيانتهم.