القسم السياسي

هذه هي المعركة الأخيرة، شاه إيران (بَهْلَوِي) سيعود!

✍️ نجاح محمد علي، صحفي وباحث مختص بشؤون إيران والمنطقة:

 

هذا الشعار الذي طرحه مؤخراً ابن شاه إيران المخلوع، وينتشر بقوة بين أنصاره، وهو شعار خرج من فمه شخصياً ويعبّر عن آماله وخططه الخطيرة لمستقبل إيران.

وبمناسبة الهجوم الصهيوني-الأمريكي الأخير على المنشآت والمراكز النووية الإيرانية، والذي أدى إلى استشهاد عدد من العلماء النوويين البارزين في بلادنا، أصبح هذا الشعار يتردد بشكل أكبر. هؤلاء العلماء الذين كرسوا سنوات حياتهم وخبراتهم لخدمة الوطن وشعب إيران، كانوا عماد التقدم العلمي والتكنولوجي الإيراني، خاصة في برنامج الطاقة النووية السلمية.

برنامج الطاقة النووية الإيراني، الذي بدأ في عهد شاه إيران المخلوع محمد رضا بهلوي، وتواصل تطويره في ظل الجمهورية الإسلامية، صُمّم لأهداف سلمية. وكان من الممكن أن يقدم خدمات كبيرة لشعب إيران، منها:
• إنتاج طاقة نظيفة ومستدامة لتلبية الاحتياجات المتزايدة للبلاد،
• تحقيق تقدم علمي وتقني في مجالات الطب النووي، وعلاج السرطان والأمراض الأخرى،
• تعزيز مستوى التكنولوجيا والاكتفاء الذاتي في القطاعات الحساسة والاستراتيجية،
• المساهمة في تطوير الصناعات المتقدمة والبحوث التي تدعم النمو الاقتصادي ورفاهية الشعب.

ومع ذلك، فإن أعداء إيران، لا سيما الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، ظلوا يسعون دوماً عبر المؤامرات واغتيال العلماء النوويين لإيقاف هذا البرنامج، لأنهم يدركون أن تقدم إيران في هذا المجال يضمن قوتها واستقلالها الوطني، ولن يسمحوا لها بأن تخضع لمطالبهم.

في ظل هذه الظروف، يعلن ابن شاه إيران المخلوع، الذي زار الأراضي الفلسطينية المحتلة سابقاً، وصلى عند حائط البراق، وأظهر تعاطفه مع أعداء شعب فلسطين، عن عودته قائلاً: “بهلوي يعود!”

هذا التعبير يعني أمله هو وأنصاره في العودة إلى السلطة، لكنها عودة ستكون فقط على حساب تدمير إيران المستقلة وذلّ شعبها. إنهم، هم وأنصارهم في الولايات المتحدة والكيان الوهمي، يعلقون آمالهم على تدمير النظام والبلاد ليتمكنوا من استعادة الحكم، وهم يعلمون أن شعب إيران صامد ومقاوم ولن يخضع أبداً للظلم.

هذا الشعار في الحقيقة هو صرخة واعتراف بالاعتماد الكامل على العدو الخارجي، أي التعلق بالقوى الأجنبية والاحتلال بدلاً من الاعتماد على الشعب والقوة الداخلية.

لكن التاريخ وتجارب المنطقة أثبتت أن هذا النهج لا يحقق الإنقاذ، بل هو أكبر خطأ وخيانة.

أنا شخصياً كنت ضد نظام حزب البعث في العراق، وأسرتي قدمت أكثر من 37 شهيداً في سبيل العدالة والحرية في العراق. لكن عندما وافقت أجزاء من المعارضة العراقية على المشروع الأمريكي لإسقاط صدام حسين عسكرياً، وقفت بقوة ضد ذلك المشروع، ونتيجة لهذا الموقف تعرضت للاتهام والتشويه من المعارضة العراقية نفسها.

واليوم، وبعد أكثر من عقدين، لا نرى من هذا المشروع سوى الدمار والقتل وانعدام الاستقرار وسقوط القيم الإنسانية في العراق. وضع العراق لم يكن يوماً سبباً للفرح لأحد، ومستقبله يبدو أكثر ظلمة.

التأجيل والاعتماد على القوة الأجنبية، كما حدث في سوريا من قبل بعض الجماعات، هو مشروع صهيوني-أمريكي كامل، لم يأتِ سوى بالهزيمة والبؤس لشعوب المنطقة.

السؤال إذن: هل سيكرر السيد بهلوي، الذي يعتبر نفسه وريثاً لنظام كان يعتمد على الاحتلال الأجنبي، نفس المسار؟ هل ستتحول إيران مرة أخرى إلى ضحية لمؤامرات القوى الأجنبية وخيانة بعض الداخل؟ كما أن جماعات مثل “جولاني” في سوريا اعتمدت على أمريكا والغرب، وانتهى بها الأمر إلى مصير مرير، هل سيسير بهلوي في نفس الطريق؟


هذه هي المعركة الأخيرة
“بهلوي يعود”

شعار يجب تحليله بفهم كامل وبصيرة تاريخية والرد عليه بحزم. هذا الشعار لا يعبر عن قوة وإرادة شعب إيران، بل هو تذكير بخطورة الخيانة للأهداف الوطنية والاعتماد على أعداء الشعب.

شعب إيران واعٍ وصامد، وسيقف في وجه هذه المشاريع الخطيرة التي تهدف إلى إرجاع الثورة والاستقلال إلى الوراء. لا قوة في العالم تستطيع كسر إرادة شعب مقاوم ومتيقظ، وعلى بهلوي ومن على شاكلته أن يدركوا أن عودتهم إلى السلطة ليست ممكنة فحسب، بل هي خيانة لدماء آلاف الشهداء.

إيران اليوم في أمس الحاجة إلى الوحدة والوعي واليقظة لمواجهة المؤامرات الداخلية والخارجية، وللمضي قدماً في طريق التقدم والقوة، دون السماح للأعداء أن يلطخوا استقلالها وكرامتها بأوهامهم الواهية.


هل ترغب أن أساعدك في صياغة نسخة مختصرة أو رسمية أكثر لهذا النص؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى