القسم السياسي

«إني سلام لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم»

أنا في سلام مع من كان في سلام معكم، وفي حرب مع من حاربكم

✍️ نجاح محمد علي، صحفي وباحث مختص بشؤون إيران والمنطقة:

 

في ذكرى ليلة عاشوراء، الليلة التي يعمّ فيها عبق الشهادة والإيثار الأجواء، ويصل صوت الحق عبر صدى دم الإمام الحسين عليه السلام إلى الروح، ينبض في القلوب عهد عميق وأبدي لا يبهت أبداً:

«إني سلام لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم.»

اليوم، وبقلب ملؤه الإيمان والفخر، أعلن هذا العهد مرة أخرى. أنا في سلام ومحبة مع الذين يسيرون في طريق الحق والعدالة، رفقة أهل الحق؛ وفي صراع مع كل من يشهر السيف ضد هذا الطريق المقدس ويقف في وجه نور الله. سلامي مع الذين يقفون إلى جانب قائد الثورة العظيم، السيد آية الله الإمام الخامنئي حفظه الله، القائد الذي يحمل راية أهل البيت عليهم السلام ويحفظ قيم الثورة الإسلامية.

إنه الذي بحكمته وبصيرته يقود سفينة الأمة وسط العواصف. وحربي هي ضد كل من يحاول إطفاء هذا النور الإلهي، في زمن تحوم فيه الظلمات والفتن من كل جانب.

في حضرة عاشوراء، حيث يبلغ التضحية والفداء ذروتهما، ويظل شعلة الإيمان مشتعلة بلا انطفاء، أتعلم درس الصمود والثبات.

عاشوراء ليست حدثاً تاريخياً فقط، بل هي مدرسة تُجسد فيها التضحية من أجل الحق والعزة والكرامة الإنسانية. وفي هذه المدرسة، يحافظ قائد الثورة الإسلامية، السيد آية الله الخامنئي، بكلامه وعمله، على نبض عاشوراء حيّاً.

كل كلمة منه، وكل هداية، وكل إشارة هي بمثابة جرس يقظ ينهض بالأمة نحو العزة والمقاومة. هذه الأمة العظيمة، التي تقف بجانب قائدها، متحدّة ومتراصة، تقاوم كالجبل أمام كل محاولة للنيل من عزتها واستقلالها.

وفي هذا الطريق المضيء، يرن صدى صوت المرجع الكبير، السيد آية الله العظمي السيستاني دام ظله، كمصباح منير في قلبي. فقد دافع بحكمة وبصيرة عن قيم الأمة الإسلامية، وأكد على التضامن مع الجمهورية الإسلامية في إيران، مبيّناً درب الوحدة والصمود في وجه الأعداء.

فتاواه ومواقفه تشهد على وعي يقظ وروح فقهية نشطة في اللحظات الحرجة. هذه المرجعية العظيمة وجهت الأمة نحو الدفاع عن الحق وحفظ الوحدة، مبيّنة أن الوقوف مع الحق هو ذاته الدفاع عن الإسلام وعزة الأمة.

نحن في هذا المسار، واقفون في جبهة واحدة؛ على الطريق الذي رسمه الإمام الحسين عليه السلام بدمه. لقد قطعنا عهدنا بأن نكون في سلام مع أصدقائكم، وفي حرب مع أعدائكم. هذا العهد ليس مجرد شعار، بل هو منهج حياتنا. مستلهمين عاشوراء ومتبعين قائدنا ومرجعيتنا، نحمل راية الحق مرفوعة حتى تنهزم الظلم والظلام أمام عزيمتنا الصلبة.

في هذه الليلة المباركة من عاشوراء، ينبض قلبي بدقات دم كربلاء. إرادتي لا تخفق إلا للانتصار والعزة. معكم، يا إمامنا، وتحت هداية مرجعيتنا العظيمة، نسير في طريق الحق؛ لا نرتعد، ولا نستسلم، ولا نتراجع. هذا هو طريق العزة، طريق كربلاء، حيث كل قطرة دم هي صرخة للعدل، وكل خطوة هي حركة نحو النصر.

حفظ الله قائدنا العظيم، السيد آية الله الخامنئي.

حفظ الله مرجعنا الكبير، السيد آية الله السيستاني.

حفظ الله الأمة الإسلامية وشعبنا الصامد.

نحن أوفياء لعهدنا، على درب النصر والعزة، حتى النفس الأخير.

والسلام ورحمة الله وبركاته عليكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى