القسم السياسي

إنهم حزب الله!

✍️ مجاهِد الصریمي – صنعاء:

 

حزبُ الله، منذ تأسيسه وحتى اليوم، يمثل للخرداء قليلين، وللمنصفين، وللّذين يلتفتون إلى الحقيقة بعناية، مفتاح خلاص الأمّة العربية والإسلامية من الموت الوجودي الشامل. إنه القوّة التي أعادت للأمة كيانها المنهار، وأخرجتها من أسر الماضي القاتل، لتعود إلى البناء والانعتاق، وتستعيد جذورها الضائعة.

قبل ظهور حزبِ الله، كان العرب يؤمنون بأن هزيمتهم أمام الاحتلال الإسرائيلي أمر حتمي، وأن النصر من نصيب العدو “المنتصب لا يُهزم”. وإذا استذكروها، اعتبروها حدثًا قديمًا بعيدًا عن واقعهم الحاضر.

في هذه اللحظة، دخل حزبُ الله الميدان، ليعيد إلى الدين المعنى الحقيقي، ويخرجه من القشور الجافة. أثبت أن الإسلام دين نور وخطوة للأمام، لا دين تراجع واستسلام، وأنه دعوة نحو الكمال والبُعد عن الظلام.

زرع حزبُ الله في النفس نبتة الأمل، وأطلق الأزمة من وطأة اليأس إلى حراك إيجابي، مع التمسك بالقليل المتاح، دون أن يترك السعي للقوّة في كافة المجالات.

🛡️ الدروس الكبرى التي استقاها الحزب

  1. لا مكان للهزيمة: ليس هناك قدر مكتوب مسبقًا، بل الإرادة تصنع النصر.

  2. قوة الروح فوق السلاح: إن سلاحَ الحزب ليس وحده كافياً، بل روحُ المقاومة هي التي تصنع الزمان.

  3. روح الثقافة العقائدية: في قلب المعركة، يقبع وعي الأفراد وروحهم المقاومة، لا مجرد عتادٍ وعتاد.

📌 تمثيل روحاني للحقيقة والجهاد

حين نقول إن حزب الله هو حزب الله، فإننا نقصد أنه رمزٌ للمعرفة الحقيقية: هو عين ترى واقع الأمة، وهو اليد التي كسرت قيود الهزيمة، وهو الرّوح التي أعادت الأمة إلى عزّها وكرامتها، قافزة فوق الهزيمة وسقوط 1967، لتعيد بناء الأمل بروح حسينية، وصبر محمدي، ويقين علوي.

هو الذي أخرج الأمة من قبضة اليأس، فصيغها بطبقة من الحماسة والروح والمعرفة، حتى أصبحت المعركة انتصارًا مكتوبًا في “كتاب الحياة” قبل أن تظهر في ميدان القتال.

🌍 من ضحى في تموز إلى طريق القدس

حزب الله نشأ في تموز، ونما إلى أن صار برق صاروخي من إيران الإسلامية نحو القدس، مدعومًا بروح الشهداء. هو الذي يقول:

«دمنا هو زيت مصباح حريتها، وأرواحنا آيات عشق أبدية لأرضها.»

لقد جئنا من كربلاء وجنوب لبنان، لنعلن يومًا قيام صراع شامل ضد الاستكبار والصهيونية، مسلطين الضوء على رؤيتنا للبقاء والنصر، بصوتٍ واحدٍ: «إنهم حزب الله!»

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى