المخطط الصهيوني لعزل إيران وتفكيك محور المقاومة

نجاح محمد علي، صحفي وباحث مختص بشؤون إيران والمنطقة:
تُظهر التحركات الأخيرة للكيان الصهيوني في سوريا والعراق استراتيجية جيوسياسية منهجية تهدف إلى عزل إيران جغرافياً وجيوسياسياً وقطع الشرايين السياسية والعسكرية واللوجستية لمحور المقاومة. تستند هذه المخططات إلى أدوات متنوعة، بينها توظيف الأقليات الإثنية والطائفية، وتفعيل الشبكات الاستخباراتية، واستغلال شعارات «عدم المركزية» و«الإدارة الذاتية» كغطاء لتفكيك الدول الوطنية، بهدف إعادة رسم خريطة غرب آسيا.
ويتقدم هذا المخطط بتناغم مع الولايات المتحدة وبعض الأنظمة الإقليمية، مستغلاً الفوضى الناجمة عن الحروب والتدخلات الأجنبية.
🛡️ المخطط الصهيوني: فصل المقاومة وتفكيك النسيج الإقليمي
- الكوريدور الدرزي-الكردي في قلب سوريا
- يهدف لربط مناطق السويداء الدرزية بالشمال الشرقي الخاضع لنفوذ الأكراد، لإنشاء حاجز إثني-جغرافي يمنع خطوط التواصل مع إيران.
- يضمن شبكة استخباراتية موصولة بموساد ووكالات أمريكية عبر دعاة محليين مدربين وموّولين من الخارج.
- يجعل من سوريا سلسلة من المناطق ذات الولاءات الغربية تحت شعار «الحقوق المحلية» مقابل وحدة وطنية.
- استهداف المحور في العراق
- أربيل: تُستخدم كقاعدة استخباراتية لموساد بدعم أمريكي، تتبع نشاطات تهدف إلى الإضرار بأمن العراق وإيران.
- بغداد: تُثار الانقسامات الطائفية والسياسية، يُستخدم فيها تكتيك القوة الناعمة لتفكيك الحشد الشعبي.
- الجنوب العراقي: يشهد حصاراً اقتصاديًا وضغطًا إعلامياً وتوتراً طائفياً لكسر تماسك المحور.
- يُرسم خط أمني متعدد الطوائف من السويداء إلى بغداد، اعتماداً على التنوع الإثني لتشكيل مناطق نفوذ خاضعة للغرب.
⚠️ المخاطر الجيوسياسية: تجزئة المقاومة والهوية الإقليمية
- عزل إيران عن حلفائها في سوريا ولبنان وفلسطين، مما يقلص قدراتها اللوجستية والعسكرية.
- تفتت محور المقاومة بفعل ضرب قياداته وإضعاف الولاءات الشعبية.
- تمكين التوغل الغربي والأمريكي في البلاد ما يؤدي إلى أنظمة ضعيفة ومستسلمة.
- السيطرة على ممرات استراتيجية تربط مراكز المقاومة، وتعطيل تحركاتها وتنسيقها.
🧭 الرد الاستراتيجي المطلوب
- تفكيك الشبكات الاستخبارية الصهيونية عبر عمليات استخباراتية دقيقة وموجهة.
- دبلوماسية هجومية تدعم قوى وطنية مثل الدروز والأكراد المستقلين الرافضين للمخطط.
- تعزيز محور المقاومة إقليمياً إعلامياً وعسكرياً ولوجستياً بين طهران ودمشق وبيروت وبغداد.
- إرساء معادلات ردع جديدة تشمل تنفيذ عمليات الردع خارج فلسطين إذا لزم الأمر لحماية خطوط التواصل الحيوية.
- حشد شعبي وتوعوي في سوريا والعراق بمنع تفتيت دولهم، ودعم عزيمة القوى الوطنية المستقلة.
📌 خاتمة
نشهد حالياً منعطفاً حاسماً في الصراع الجيوسياسي في غرب آسيا، حيث يهدف الكيان الصهيوني لاستنزاف محور المقاومة تدريجياً عبر الاحتفاظ بأوراق السيطرة على شرايين المنطقة. الرد المناسِب لا يكمن فقط في البيانات الدبلوماسية، بل في خطة أمنية وعسكرية هجومية فاعلة تُعيد موازين القوى، وتضمن الحفاظ على وحدتها الوطنية، أوصالها الاستراتيجية وشراكاتها الحقيقية. محور المقاومة مدعو للتحرك الحاسم الآن، قبل فوات الأوان، لاستعادة المبادرة وتثبيت التوازن الجيوسياسي.