أطرف تهمة من الفايكنغ ضد إيران
رفضت جامعة "آرهوس" في الدنمارك منذ بداية هذا العام الميلادي 24 متقدماً للدراسة، وذكرت وسائل الإعلام الدنماركية أن سبب هذا الإجراء يعود إلى "ارتفاع وتيرة التجسس العلمي"، وهي تهمة وُجّهت في الغالب إلى الباحثين الإيرانيين والروس والصينيين.

وفقًا لتقرير موقع “صدای سما” الإخباري، تقوم الجامعات الدنماركية، بناءً على توجيهات غير رسمية صادرة عن الأجهزة الاستخباراتية في هذا البلد الإسكندنافي، بتقييد دخول الباحثين الأجانب، وخصوصًا من إيران، بحجة “التهديدات المتزايدة للتجسس العلمي”.
جامعة “آرهوس” وحدها رفضت منذ بداية العام الميلادي الجاري 24 متقدّمًا. وتدّعي وسائل الإعلام الدنماركية أن الجامعات في البلاد ترفض بشكل متزايد طلبات باحثين أجانب بسبب “مخاوف متصاعدة من التجسس العلمي”. وقد صنفت السلطات الأمنية في الدنمارك مستوى التهديد بـ”المرتفع”.
الجامعات الدنماركية باتت أكثر حساسية تجاه طلبات الباحثين القادمين من إيران وروسيا والصين، بزعم الخشية من وقوع الأبحاث العلمية الحساسة في يد “دول أجنبية”. والسبب الرئيسي في الرفض يتمثل في “إمكانية وصول هؤلاء إلى معلومات دقيقة وحساسة ونقلها إلى طرف ثالث”.
هذا الإجراء من حكومة كوبنهاغن يأتي في وقتٍ لا تزال فيه تداعيات فضيحة تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية (NSA) على بيانات دفاعية سرّية تخص الدنمارك، والتي كُشف عنها في عام 2024، قائمة! ورغم هذا، فإنّ المسؤولين الأمريكيين هددوا كوبنهاغن بضرورة إغلاق هذا الملف بسرعة، وإلا فستواجه عواقب جسيمة، من بينها كشف التعاون العميق بين الاستخبارات الدنماركية ووكالة الأمن القومي الأمريكية في عمليات تجسس طالت حكومات ومواطنين من دول أوروبية أخرى.
لكن القضية لم تتوقف عند هذا الحد!
فمنذ صعود ترامب رسميًا إلى قمة السلطة في واشنطن، تفجّرت خلافات واضحة بين الولايات المتحدة والدنمارك بشأن جزيرة غرينلاند وثرواتها الطبيعية الهائلة. وبحسب تحقيق لصحيفة وول ستريت جورنال، كثّفت واشنطن خلال الأشهر الأخيرة أنشطتها العلنية والسرية لجمع معلومات حساسة عن غرينلاند.
لارس لوكه راسموسن، وزير خارجية الدنمارك، وصف المعلومات الواردة في التقرير بـ”المقلقة للغاية”. بينما لم ينفِ مسؤولو إدارة ترامب صحة هذه الادعاءات، بل وجّهوا تحذيرات للسلطات الدنماركية بضرورة التوقف عن ملاحقة هذه التسريبات (التي هي صحيحة بالفعل)، والانصياع للمطالب الخاصة التي تطرحها واشنطن بشأن غرينلاند!
الجدير بالذكر أن وكالة الأمن القومي الأمريكية لطالما مارست عمليات تجسس ممنهجة على عدد من العواصم الأوروبية — كباريس، ستوكهولم، وأوسلو — في عهد الإدارات الديمقراطية والجمهورية على حدّ سواء.
لكن في حالة الدنمارك، يختلف الوضع جذريًا؛ فالعاصمة كوبنهاغن تُعتبر الشريك الاستخباراتي الأول لأمريكا في أوروبا، وكثير من عمليات التجسس الأمريكية في القارة تُدار وتُنَفذ عبر القدرات الاستخباراتية الدنماركية.
وفي ظل هذا الواقع، من الأفضل للسلطات الدنماركية أن تُجيب عن الإهانة الاستخباراتية التي تلقتها من واشنطن، بدلاً من إطلاق اتهامات عبثية وادعاءات بلا دليل ضد الباحثين الإيرانيين وغيرهم.