القسم السياسي

مقالة تحذيرية لصناع القرار في الجمهورية الإسلامية: الخطة الصهيونية-الأمريكية لإثارة الفوضى في إيران

حين يتحول ساحة الحرب إلى صورة بديلة، وتنتقل ميادين القتال إلى الشبكات… تبدأ المرحلة الخطيرة

✍️ نجاح محمد علي، صحفي وباحث مختص بشؤون إيران والمنطقة:

 

معلومات أمنية وتحليلات ميدانية من مصادر موثوقة داخل وخارج المنطقة تُفيد ببدء مرحلة حساسة ضمن مشروع معقد تديره أجهزة الاستخبارات الأمريكية والصهيونية بهدف تفكيك الجمهورية الإسلامية الإيرانية من الداخل، دون خوض حرب تقليدية.


صحيفة نيويورك تايمز كشفت بوضوح أن واشنطن والكيان الصهيوني كانا يتوقعان اندلاع اضطرابات داخلية واسعة في إيران صيف 2025، نتيجة الضغوط الاقتصادية والحرب المركبة، ودعوا الشعب الإيراني إلى الثورة ضد النظام. لكن هذه الدعوات لم تثمر بل عززت التماسك الداخلي، ما أجهض أحلام صانعي المشروع.


مع ذلك، ما فشل في الصيف قد يُعاد إحياؤه في الخريف والشتاء، وفق خطة استخبارية أعدها معهد الدفاع عن الديمقراطيات (FDD) بالتعاون مع وحدة 8200 الصهيونية، وتوقيع شخصيات مثل يعقوب ناغل ومارك دوبويتز، تستهدف انهيار إيران عبر حلقات متعددة من الضغوط الداخلية.


المحاور الأساسية للخطة المشتركة:

  1. الاختناق الاقتصادي المخطط له:
    • بث شائعات عن إفلاس البنوك
    • تحفيز سحب الودائع لخلق أزمة سيولة
    • نشر الخوف من انهيار الريال كما في لبنان والعراق
  2. تفجير الهويات العرقية:
    • دعم مادي وإعلامي لجماعات كردية وعربية وبلوشية انفصالية
    • إذكاء خطاب التمييز وحق تقرير المصير
    • استغلال الإعلام والميدان لزعزعة استقرار مراكز القوى
  3. تمويل الإضرابات وتحريك النقابات:
    • إنشاء صناديق عملة لدعم المضربين في قطاعات التعليم والجامعات والصناعة والطاقة
    • محاكاة ثورة الشاه بإضرابات موجهة تحت إشراف غرف عمليات استخبارية
    • استثمار الأزمات المعيشية في تأطير الاحتجاجات كـ “حرب اقتصادية”
  4. تفكيك الأمن الداخلي بعمليات مستهدفة:
    • اغتيالات معقدة لعلماء وقادة ودينيين وفنانين بارزين
    • نشر شائعات عن “تسلل” و”خيانة داخلية” لإثارة الهلع
    • تقليل ثقة الناس بالأجهزة الأمنية عبر تصويرها بالعجز أو التورط
  5. السيطرة على الفضاء السيبراني والإعلامي:
    • السيطرة على وسائل الإعلام الفارسية بآلاف الحسابات الموجهة
    • نشر وثائق مزيفة وملفات صوتية مشبوهة وأفلام لتشويه القادة السياسيين والدينيين
    • تصوير النظام على أنه عاجز وسقوطه محتوم

نقطة مهمة:

العدو يحاول خداع العقل الإيراني بأن الهدف فقط تغيير النظام وليس تفكيك إيران.


نقاط ضعف المشروع العدواني:

  1. غياب قاعدة شعبية حقيقية داخل إيران، كل الدعم مزيف أو معتمد على أموال خارجية.
  2. تكرار تجارب فاشلة في سوريا والعراق ولبنان، دون فهم عميق للواقع الإيراني.
  3. وهم الانهيار التدريجي للنظام، حيث أظهرت أحداث 7 أكتوبر أن هذا الاعتقاد خاطئ.

مؤشرات المرحلة القادمة:

  • كل حركة محلية أو احتجاجية يجب أن تُعتبر جزءاً من الخطة الكبرى.
  • تصاعد التحركات العرقية بهدف تفكيك إيران، وليس لمطالب حقوقية حقيقية.
  • كل حادث أمني أو تسريب معلوماتي هو عملية تجسس مخططة.

توصيات استراتيجية لصناع القرار:

  1. ثورة أمنية داخلية استباقية:
    • مراجعة شاملة للهيئات الأمنية والحكومية الحساسة
    • تطهير الأجهزة من العملاء أو المراهنين
    • اعتماد استراتيجية الهجوم الاستباقي بدلاً من الدفاع
  2. نقل المعركة خارج الحدود:
    • توسيع العمليات الاستباقية في العراق واليمن ولبنان
    • تفعيل الحلفاء لإرباك جبهات الدعم للعدو في الخليج
    • استهداف المصالح الاستراتيجية للدول المضيفة لغرف العمليات
  3. رد اقتصادي مباشر:
    • تهديد مستمر للبنى التحتية النفطية والمالية والبياناتية لدول حليفة للعدو
    • استهداف مشاريع الربط الإقليمي المرتبطة بالكيان الصهيوني
  4. حملة توعية إعلامية ومعلوماتية:
    • كشف أسماء وعقود العملاء
    • تشويه سمعة الإعلاميين والأكاديميين الذين يمهدون للحرب النفسية
    • تعزيز مناعة الرأي العام بالمعلومات الدقيقة والموثقة

الخلاصة:

ما يُدار ضد إيران ليس فقط اضطرابات محلية، بل مشروع دولي لإسقاط النظام دون حرب مباشرة.
العدو لا يستخدم القنابل فقط، بل يستغل المواطن، والمعلومات، والمال، والصورة، والسردية.
إذا لم تتحرك إيران لكشف وإبطال مكونات هذه الخطة، فإنها ستواجه نسخة رقمية حديثة من سايكس-بيكو من الداخل.


 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى