مقالات الرأي

دروس من الحرب التوفيقية ذات الاثني عشر يوماً (11+1)

 

✍️السيد حميد رضا قريشي، رئيس التحرير:

 

يستطيع الإنسان أن يتعلّم من كلّ ظاهرة، سواء كانت إيجابية أو سلبية، ليتمكن في المستقبل من التصرّف بما يقتضيه الموقف، واستخدام موارده وإمكاناته بشكل منطقي، وتحقيق أهدافه وطموحاته بصورة مثلى.

وقد أشارت تعاليمنا الدينية إلى أن الماضي هو مصباح هداية للمستقبل.

وما بين 23 خرداد حتى 4 تير، هناك عبر ودروس يمكن استخلاصها، منها:

  1. اختبار روح التضحية والإيثار لدى الجيل الجديد من الثورة الإسلامية، ومقارنتها بأحداث أوائل الثورة وحرب السنوات الثماني، وإثبات أنّ الأفكار الإسلامية الأصيلة وتوجيهات الإمام الخميني (قدس سره) ليست ذات صلاحية منتهية.
  2. معايرة العدو لتقدمات الجمهورية الإسلامية في المجالات العسكرية والدفاعية رغم الحظر، وهو ما لم يكن في حسبانهم، ولم يكن النظام بحاجة إلى الكشف عن كل تلك القدرات.
  3. تجديد الإيمان بقدرة القيادة الشرعية (ولاية الفقيه) ووعي الجميع بفعالية إدارة القائد الأعلى لشؤون البلاد، وصمود النظام في وجه تهديدات الهيمنة العالمية.
  4. هشاشة تهديدات الأعداء وعدم فاعلية ضجيجهم السياسي والإعلامي، رغم النفقات الطائلة التي أنفقوها.
  5. ضرورة مراقبة المسؤولين وصنّاع القرار الذين تظهر عليهم بوادر التعلّق بالدنيا.
  6. ضرورة الاستثمار في المؤسسات النابعة من صُلب الثورة الإسلامية، والتي تتصرف خارج نطاق المعايير المتوقعة من قبل نظام الهيمنة.

الوقائع:

  1. دخل الكيان الصهيوني المعركة بنيّة تدمير القدرات النووية والعسكرية والاجتماعية لإيران، لكنه اضطر إلى العودة لمائدة التفاوض بجسد شبه ميت.
  2. لم يكن عاشوراء هذا العام مجرّد ذكرى لكربلاء، بل تجلّى فيه الدفاع عن الوطن، حيث اجتمع الحزن على الإمام الحسين (ع) مع الحزم في الدفاع عن البلاد، فكانت وحدة غير مسبوقة بين الإسلام والإيرانية.
  3. مرونة نظام اتخاذ القرار في أوقات الأزمات، إذ جرى تعيين بديل وترميم هيكل القيادة العليا خلال أقل من تسع ساعات.
  4. تحوّلت الأراضي المحتلة إلى مختبر حيّ لاختبار قوة الصواريخ الإيرانية.
  5. تحوّل تاريخ أمن واستقرار الكيان الصهيوني إلى ما قبل وما بعد هذه الحرب.
  6. استحالة الاعتماد على القوى الكبرى بسبب تضارب مصالحها مع النظام القيمي للجمهورية الإسلامية.
  7. استخدام العدو لأجواء دول الجوار، سواء بعلمها أو دون علمها!
  8. استثمار الأعداء في الإعلام واستخدام القوة الناعمة للتأثير في مجريات الحرب.

الدروس:

  1. الجمهورية الإسلامية لم تكتفِ بالدفاع عن حدودها، بل أنتجت إنجازات لا يمكن تكرارها بأي حملة دعائية.
  2. المعركة الأخيرة لم تكن صراعاً عسكرياً بحتاً، بل اختباراً شاملاً لإرادة وتماسك وقدرة إيران الإسلامية.
  3. أظهر أبناء هذا الوطن في القوات المسلحة – من الحرس الثوري، والجيش، والباسيج، وقوى الأمن – شجاعة وذكاء يؤكدان أن العدو هُزم استراتيجياً وتكتيكياً وتقنياً.
  4. يجب أن تتحوّل هذه الانتصارات إلى منصة قفز، لا إلى بوابة لاختراق العدو من جديد.
  5. لقد حان وقت تثبيت النصر، لا العودة إلى تجارب فاشلة كالمفاوضات.
  6. العدو سعى إلى الفرقة فوجد الوحدة، أراد الانهيار فظهرت اليقظة.
  7. إيران اليوم لا تقف في موقع الباقي على قيد الحياة، بل في موقع الطليعة والمبادر.
  8. إيران الحديثة ليست أسيرة التناقض بين التقليد والحداثة، بل تجسّد هوية “الشيعي بلون الوطن”، المتجذر في تراث سیاوش، والمجاهد مع سلیمانی.
  9. ما حدث لم يكن مجرد ردّ فعل على اعتداء، بل محطة مفصلية في تاريخ الهوية الإيرانية – مزيج من تراث كوروش ورسالة عاشوراء – ليُعاد تعريف الإيراني المسلم بهوية مقاومة وثورية.

الدرس النهائي: من المنتصر؟

في ميدان التكتيك والاستراتيجية، المنتصر هو من يحقق هدفه.

كان هدف الجمهورية الإسلامية، منذ انطلاق الثورة، القضاء على الكيان الصهيوني المجرم وتدمير بناه التحتية وانهياره النفسي.

بينما كان هدف الكيان، منذ تأسيسه المشؤوم، تدمير إيران وقدراتها الصاروخية والنووية، وتغيير نظامها السياسي.

كمثال:

أفاد موقع The New Arab الناطق بالإنجليزية أن الكيان الصهيوني تكبّد خسائر مباشرة تُقدّر بـ12 مليار دولار خلال الحرب ذات الـ12 يوماً (11+1) مع إيران، شملت 31 نوعاً من الخسائر.

كما أعلن “أمير دهان”، رئيس قسم التعويضات في مصلحة الضرائب الصهيونية، أن الأضرار التي لحقت بالممتلكات نتيجة الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة الإيرانية خلال الأيام الـ12 الأخيرة، بلغت ضعف خسائر 7 أكتوبر وما تلاها من 615 يوماً!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى