دون تعليق: حوار بين مواطن لبناني والرئيس جوزاف عون

نجاح محمد علي، صحفي وباحث مختص بشؤون إيران والمنطقة:
المواطن: سيدي، لقد كنتم دائمًا تطالبون بتسليم سلاح المقاومة إلى الدولة.
الرئيس: نعم، هذا صحيح.
المواطن: حسنًا، إذا تم تسليم السلاح، ماذا ستفعل به الدولة؟
الرئيس: سندمّره.
المواطن (بتعجب): تدمرونه؟ لماذا؟
الرئيس: لأن الجيش اللبناني ممنوع دوليًا من امتلاك سلاح ردع فعّال.
المواطن: هل هذا يعني أن لبنان مهدّد؟
الرئيس: نعم، بالتأكيد. “إسرائيل” تهدّد والجماعات الإرهابية على الحدود لا تزال خطرًا دائمًا.
المواطن: هل الدولة اللبنانية قادرة على حماية لبنان من هذه التهديدات؟
الرئيس: للأسف لا، إمكانياتنا محدودة.
المواطن: هل هناك ضمانة دولية لمنع “إسرائيل” أو غيرها من مهاجمة لبنان؟
الرئيس: لا توجد أي ضمانات.
المواطن: هل يمكن للأمم المتحدة، أو دولة كبرى، أو حتى جامعة الدول العربية أن تحمينا؟
الرئيس: لا، لكن يمكننا السعي للحصول على وعود أو توقيع اتفاقيات مع أمريكا و”إسرائيل” تضمن حمايتنا.
المواطن: سيدي، هل تثق بهذه الوعود؟ هل التزمت أمريكا و”إسرائيل” بتعهداتهما التاريخية؟
الرئيس: أبدًا، لم يلتزموا بأي وعد أو اتفاق.
المواطن: منذ تأسيس لبنان، هل دافعت الدولة ولو مرة واحدة عن الجنوب أو أي جزء آخر من البلاد ضد اعتداءات “إسرائيل”؟
الرئيس: للأسف لا، لم يحدث ذلك.
المواطن: أي أن لبنان مهدَّد، والجيش ممنوع من التسلح، ولا توجد حماية دولية، والتاريخ يُثبت عجز الدولة، ومع ذلك، تطالبون بتسليم السلاح الوحيد القادر على الردع والدفاع؟!
الرئيس (بتردد): لكن الأمريكيين يهددون بالعقوبات، بل وحتى باستخدام القوة لنزع السلاح… وقد يعني هذا حربًا على لبنان.
المواطن: سيدي، هل تعتقد أنه إذا سلّمنا السلاح، سنكون في مأمن من الحرب والعقوبات؟ أم أنك تثق بنوايا “إسرائيل” وأمريكا؟
الرئيس: لا أثق بهم إطلاقًا، لكن… يجب أن نعوّل على الحلول الدبلوماسية.
المواطن: هل نجحت الدبلوماسية في الماضي؟
الرئيس (بعد صمت): لا، لم تنجح.
المواطن (بصوت حاسم): دعني أختتم أسئلتي بسؤال أخير، وآمل أن يتّسع له صدرك:
هل تفضّل أن تموت شامخًا عزيزًا، أم ذليلاً مهانًا؟
الرئيس: طبعًا، شامخًا عزيزًا.
المواطن: إذًا، احفظ سلاح المقاومة… لأنه آخر رموز كرامتنا.