مقالات الرأي

المحور الثالث: الحرب الإعلامية والنفسية (الجزء الأول)

🎯 الحرب الإعلامية والنفسية ضد إيران في ظل العدوان الصهيوني ـ الأمريكي

✍️ القسم السياسي:

١. الإعلام الغربي والعربي والفارسي وتحريف الواقع

تحليل الرواية التي تبنتها BBC فارسي، Al‑Arabiya انترناشيونال، CNN والإعلام العربي المتماهى مع الخصم

منذ لحظات بدء العدوان العسكري المنسق الذي شنّته الكيان الصهيوني والولايات المتحدة ضد الجمهورية الإسلامية في إيران في 23 خرداد 1404 (أي 13 يونيو 2025)، انطلقت موجة عنيفة من العمليات الإعلامية والحرب النفسية ضدّ الشعب الإيراني. لم تقتصر هذه الهجمة على السماء والأرض فحسب، بل امتدت إلى فضاء المعلومات والإدراك والإعلام أيضًا. لعبت وسائل الإعلام الغربية، العبرية، وبعض المنصات العربية المتجانسة مع الكيان الصهيوني، إلى جانب شركات التكنولوجيا الكبرى، دورًا قياديًا في هذه الهجمة المركبة. في هذا التقرير التحليلي، ندرس أبعاد الحرب الإعلامية والنفسية من حيث البنى، الأهداف، الأدوات، وانعكاساتها.


1. استهداف الإدراك: إيران المعتدية وليس الضحية

في الساعات الأولى للهجوم الجوي الصهيوني على المنشآت النووية الإيرانية، سعت وسائل الإعلام الرئيسية الغربية مثل CNN، BBC، Sky News، France 24، ووسائل الإعلام العبرية مثل كان، Yedioth Ahronoth، وJerusalem Post إلى رسم الرواية لصالح المعتدين. وقد وُصِفت إيران في أغلب التقارير كدولة انتهكت الاتفاق النووي، مسلّحة جماعات إقليمية، وتهديد للسلم العالمي، رغم عدم وجود أدلة دولية موثوقة تؤكد ذلك.


2. التكتيكات الرئيسية في الحرب النفسية

أ) بثّ الخوف وعدم الاستقرار

عاد انتشار صور الانفجار والدخان، صور التحليق المكثف للطائرات الحربية، وتغطية فورية للهجمات—أنظمة إعلامية وفارسيّة مثل BBC فارسي، Iran International، Voice of America وبعض القنوات التي يُزعم ارتباطها بالموساد، ركّزت على “عجز” الحكومة الإيرانية عن حماية الشعب.

ب) صناعة الشائعات

انتشرت إشاعات مثل: “فرار قيادات الحرس الثوري”، “مغادرة القيادة طهران”، و”استسلام بعض المرافق العسكرية” — جميعها نُفت لاحقًا وكانت جزءًا من هجوم نفساني ممنهج.

ج) استهداف الإرادة الوطنية

ظهرت خطابات مهيكلة بعناوين مثل: “لماذا يدفع الشعب ثمن السياسات النووية؟” و”شباب إيران ضحية قرارات النظام” — تستهدف مباشرة كسر الروح المعنوية للشعب.


3. دور المنصّات الرقمية والذكاء الاصطناعي

شاركت شركات ضخمة مثل Meta، Google، Palantir وX (تويتر سابقًا) بشكل نشط في تحليل بيانات التواصل الاجتماعي وتوجيه الخطاب المعادي لإيران. فالتحليلات الواردة من الوثائق المسربة تشير إلى أن نظام Palantir Mosaic كان يوصل بيانات بشكل مباشر إلى غرف عمليات نفسية في تل أبيب وواشنطن.

حُذفت أو تم تهميش المحتوى الداعم لإيران، بينما دُعمت المحتويات المعادية أو اليائسة عبر خوارزميات التوصية والتصنيف.


الخلاصة

تُعد الحرب الإعلامية والنفسية أحد أبرز أدوات الكيان الصهيوني وحلفائه الغربيين، وخصوصًا الولايات المتحدة، لتقويض إيران داخليًا وإقليميًا. وقد بلغت هذه الحرب ذروتها خلال العدوان الصهيوني – الأمريكي على إيران في يونيو 2025، حيث قدّمت وسائل الإعلام الغربية مثل BBC وCNN، إلى جانب أجهزة إعلام عربية كـالعربية والحدث، روايات تهدف إلى تشويه الحقيقة، وكسر عزيمة الشعب الإيراني، وتقويض شرعية رد إيران العسكري.

سعت هذه الوسائل إلى تشويه إيران كتهديد عالمي لتبرير الاعتداء الصهيوني. وقد اعتمدت على تقنيات تحريف المعلومات وانتقاء الأخبار الموجهة والبروباغاندا السلبية لترويج هذه التصورات. مباحث هذا الجزء ركّزت على تحليل تلك الروايات وآليات الحرب النفسية الإعلامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى