القسم السياسي
قاسم سليماني.. زائراً..

سکینة السیلاوي:
من الطبيعي ان امثال الحاج القائد قاسم سليماني بهذه الروحية المتدينة التي تحمل كل مايتحمله معنى الطابع الانساني والديني والروحاني ان يقدم الى كربلاء زائرا قبر الحسين واخيه العباس وبقية الشهداء الذي رافقوا الحسين كقضية انسانية كبيرة تنتشل كل الضياع البشري ودرن الدنيا والفوز بالله حبا
سليماني الذي تربى وعاش وترعرع في طيّات هذا المعنى بكل ارجائه
علينا ان لانستغرب من سليماني الشهيد كيف مضى بهذا الطريق الذي قلّ سالكوه كما قال الامام علي بن طالب عليه السلام
تبقى الكيفية التي ذهب فيها!؟ سليماني الذي وطأت قدميه كل شبر في كربلاء ازقتها وحواريها ومقاماتها المقدسة وكيف كان يلاطف المارة وكيف كانوا يلتفوا حوله مهللين ومرحبين
لم يكونوا سعداء فحسب بل كانوا يعتبرونه شقيقا شاهقا وسندا وحصنا لمدينة كربلاء التي لم تنفك من مستهدفيها والحاقدين
انا عن نفسي ككربلائية عندما كنت اراه في كربلاء خارجا من ضريح الحسين عليه السلام اقول في نفسي( اليوم الحسين سيكون بآمان)
ويراود نفسي الامان واشعر ان حملا ثقيلا قد ازاحته عني رؤية الحاج
حتى المتعففين يشعرون بالرضا والغنى عندما يمر قبالتهم
انا هنا لست استعرض مديحا لهذا الرجل فهو غني عني بما يكفي.. لكنني!! اقرأ هذه الدلالات في عيون المارة وهم يتسمرون في اماكنهم عند رؤيته ويسمعون اجنحة الامان تخفق فوق رؤوسهم..
في يوم من الايام كان برفقة ابي مهدي المهندس الشهيد الاخر
وهما بين الحرمين. يقصدان ابي الفضل العباس عليهما السلام
واذا ببائعة الشاي تعبيرا عن فرحتها بقدومه قالت: بصوت مشحون بالخجل منه علّه لايأبه بها
تعال اشرب الشاي من امك.. والله(( لا اخذ منك ثمنه فقط اتبرك بخطواتك))
وهو ماض بطريقه كأن صدى صوتها وصله متاخرا
سرعان ما استدار نحوها بمبسمه اللافت
وقال لها: چشم
وشرب منها الشاي وقدمت لهما كعكعة صغيرة قال لها هذا كرم كثير
كيف أرد كل هذا الفضل؟
لو كان مثلك في يوم الطف لما قتل الحسين عطشا
هكذا فهمت ما قاله لها ودعها وقبّل رأسها
وعندما مضى اختنقت بعبرتها وقالت ان شاء الله لاتكون اخر مرة ياولدي
روح في داعة الله وحفظه
لكنها نظرت اليه نظرة مطولة تشبه الليلة الطويلة
كأن نظرة عينيها تقول انك ذاهب بلا عودة
وكلمات وداعها ترنجف من قادم خطير لاتتحمله هذه المراة الطاعنة في حبه كأنها امه تماما
ذهب سليماني وبقي قلب بائعة الشاي فارغا وليس معها بنت لتقتفي اثره كما فعلت اخت موسى عليه السلام
كانت تلك الزيارة هي الاخيرة تماما
حيث وعد من التقاه بانه سيراهم جميعا لكن!! متى وكيف؟
الجميع لايعلم.. عندما قدم النعش الى كربلاء ادرك الناس هذا الموعد والوعد الذي قطعه سليماني لهم بأنه سوف يلتقي بهم جميعا
عندما مر النعش ادركت بائعة الشاي معنى كلامه واخذت تسكب الماء حول نعشه حتى لايتمكن منه العطش
فقط كانت تقول بلهجتها البسيطة (قاسم يايمه.. قاسم يايمه تسمعني)
انا اللي عزمتك.. قاسم يمه انا اللي عزمتك وقد وعدتني تاتي ثانية لتشرب الشاي وحلفت بعبائتي
لماذا؟!
وكلنا كما بائعة الشاي نردد لماذا؟
ليس هذا أوان الرحيل
سليماني الذي تربى وعاش وترعرع في طيّات هذا المعنى بكل ارجائه
علينا ان لانستغرب من سليماني الشهيد كيف مضى بهذا الطريق الذي قلّ سالكوه كما قال الامام علي بن طالب عليه السلام
تبقى الكيفية التي ذهب فيها!؟ سليماني الذي وطأت قدميه كل شبر في كربلاء ازقتها وحواريها ومقاماتها المقدسة وكيف كان يلاطف المارة وكيف كانوا يلتفوا حوله مهللين ومرحبين
لم يكونوا سعداء فحسب بل كانوا يعتبرونه شقيقا شاهقا وسندا وحصنا لمدينة كربلاء التي لم تنفك من مستهدفيها والحاقدين
انا عن نفسي ككربلائية عندما كنت اراه في كربلاء خارجا من ضريح الحسين عليه السلام اقول في نفسي( اليوم الحسين سيكون بآمان)
ويراود نفسي الامان واشعر ان حملا ثقيلا قد ازاحته عني رؤية الحاج
حتى المتعففين يشعرون بالرضا والغنى عندما يمر قبالتهم
انا هنا لست استعرض مديحا لهذا الرجل فهو غني عني بما يكفي.. لكنني!! اقرأ هذه الدلالات في عيون المارة وهم يتسمرون في اماكنهم عند رؤيته ويسمعون اجنحة الامان تخفق فوق رؤوسهم..
في يوم من الايام كان برفقة ابي مهدي المهندس الشهيد الاخر
وهما بين الحرمين. يقصدان ابي الفضل العباس عليهما السلام
واذا ببائعة الشاي تعبيرا عن فرحتها بقدومه قالت: بصوت مشحون بالخجل منه علّه لايأبه بها
تعال اشرب الشاي من امك.. والله(( لا اخذ منك ثمنه فقط اتبرك بخطواتك))
وهو ماض بطريقه كأن صدى صوتها وصله متاخرا
سرعان ما استدار نحوها بمبسمه اللافت
وقال لها: چشم
وشرب منها الشاي وقدمت لهما كعكعة صغيرة قال لها هذا كرم كثير
كيف أرد كل هذا الفضل؟
لو كان مثلك في يوم الطف لما قتل الحسين عطشا
هكذا فهمت ما قاله لها ودعها وقبّل رأسها
وعندما مضى اختنقت بعبرتها وقالت ان شاء الله لاتكون اخر مرة ياولدي
روح في داعة الله وحفظه
لكنها نظرت اليه نظرة مطولة تشبه الليلة الطويلة
كأن نظرة عينيها تقول انك ذاهب بلا عودة
وكلمات وداعها ترنجف من قادم خطير لاتتحمله هذه المراة الطاعنة في حبه كأنها امه تماما
ذهب سليماني وبقي قلب بائعة الشاي فارغا وليس معها بنت لتقتفي اثره كما فعلت اخت موسى عليه السلام
كانت تلك الزيارة هي الاخيرة تماما
حيث وعد من التقاه بانه سيراهم جميعا لكن!! متى وكيف؟
الجميع لايعلم.. عندما قدم النعش الى كربلاء ادرك الناس هذا الموعد والوعد الذي قطعه سليماني لهم بأنه سوف يلتقي بهم جميعا
عندما مر النعش ادركت بائعة الشاي معنى كلامه واخذت تسكب الماء حول نعشه حتى لايتمكن منه العطش
فقط كانت تقول بلهجتها البسيطة (قاسم يايمه.. قاسم يايمه تسمعني)
انا اللي عزمتك.. قاسم يمه انا اللي عزمتك وقد وعدتني تاتي ثانية لتشرب الشاي وحلفت بعبائتي
لماذا؟!
وكلنا كما بائعة الشاي نردد لماذا؟
ليس هذا أوان الرحيل