مقالات الرأي

المحور الخامس: الانعكاسات الدولية (مواقف الصين وروسيا) – الجزء الأول

✍️ القسم السياسي:

 

🇨🇳 المواقف الرسمية للصين

بيان في مجلس الأمن للأمم المتحدة
في جلسة طارئة عُقدت في 23 يونيو 2025، أعلن «فو كونغ»، السفير الدائم للصين لدى الأمم المتحدة:
«تدين الصين بشدة الهجمات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية. هذه الأعمال تتعارض بشكل صارخ مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وتزيد من التوترات في الشرق الأوسط».

وأضاف أن الصين، بالتعاون مع روسيا وباكستان، اقترحت إصدار بيان يدعو إلى «وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار»، وحماية المدنيين، واحترام السيادة، واستئناف المفاوضات الدبلوماسية.

التعامل المزدوج مع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني
إلى جانب إدانة الهجمات الأمريكية، أكدت الصين مرارًا، خصوصًا في المؤتمرات الصحفية لوزارة الخارجية:
«بكين لا تدعم توسيع الخلافات أو تصعيد النزاعات؛ بل تسعى إلى وقف فوري للتجاوزات وبدء الحوار».

الحياد العسكري والدعوة للحوار
تم التأكيد مرارًا على أن:
«الدبلوماسية والمفاوضات هما السبيل الوحيد للخروج من الأزمة».

رد رسمي لبكين وتحذير لرعايا الصين
قال «غو جياكون»، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية:
«الهجمات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية تنتهك الميثاق وتهدد استقرار الشرق الأوسط. لا يمكن لمجلس الأمن أن يبقى متفرجًا».

كما نصحت سفارة الصين في طهران و«الكيان الصهيوني» رعايا الصين بمغادرة هذه البلدان فورًا، مع تسهيل المرور عبر دول الجوار مثل تركيا وأرمينيا.

تصريحات على مستوى القيادة الصينية
في 17 يونيو 2025، صرح «شي جين بينغ»:
«أنا قلق بشدة من التوتر بين إيران والكيان الصهيوني، فمثل هذه الأعمال تزيد الأزمة تعقيدًا».

🔎 خلاصة موقف الصين

  • إدانة شديدة: الولايات المتحدة والكيان الصهيوني تم اعتبارهما السبب الرئيس لتصعيد الأزمة وانتهاك القانون الدولي.
  • الضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار: بمشاركة روسيا وباكستان، تم تقديم مسودة قرار لوقف النار واستئناف المفاوضات.
  • التأكيد على الدبلوماسية: التشديد على الحل السياسي وضرورة العودة للمفاوضات النووية.
  • الدعم العملي للرعايا: تنفيذ إجراءات السفارة لتسهيل مغادرة الأراضي.

🇷🇺 المواقف الرسمية لروسيا

ردود الرئيس ووزير الخارجية
اعتبر «فلاديمير بوتين» الهجمات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية «عدوانًا غير مبرر» و«غير مبرر تمامًا»، محذرًا من عواقبه.
وأشار وزير الخارجية «سيرجي لافروف»، في اجتماع تحالف البريكس في ريو دي جانيرو، إلى إدانة الهجمات مجددًا، واقترح وساطة دبلوماسية روسية، مؤكدًا استعداد بلاده لمساعدة إيران في تخزين اليورانيوم السلمي.

الأداء الدبلوماسي وامتناع روسيا عن المشاركة العسكرية المباشرة
رغم دعمها السياسي وتقديمها اقتراحات للوساطة، امتنعت روسيا عن تقديم دعم عسكري مباشر. تم تعزيز العلاقات بين البلدين دون وجود بند دفاع متبادل.
أوضح «ديمتري بيسكوف»، المتحدث باسم الكرملين، أن روسيا مستعدة للوساطة، لكن أي خطوات إضافية تعتمد على طلبات طهران.

السياسة النووية مع الثقة في شفافية إيران
أكد الكرملين دعم حق إيران في التكنولوجيا النووية السلمية، وأوضح أنه لا توجد أدلة على سعي إيران لصنع أسلحة نووية.
كما أعلن عن دعم إعادة بناء المنشآت النووية الإيرانية، خاصة في تخزين اليورانيوم المخصب صناعيًا.

🔎 خلاصة موقف روسيا

  • إدانة سياسية قوية: اتهام الولايات المتحدة والكيان الصهيوني بالعدوان «غير المبرر والمقلق».
  • الوساطة الدبلوماسية: اقتراحات تشمل تخزين اليورانيوم والوساطة بين الأطراف.
  • دعم فني بدون التزام عسكري: تأييد حق إيران النووي السلمي دون تدخل عسكري مباشر.
  • التوازن الجيوسياسي: محاولة الصمود أمام الغرب مع الحفاظ على التوازن العالمي.

🧩 جدول مقارنة بين موقفي الصين وروسيا

النقطة الصين روسيا
الإدانة قوية؛ انتهاك ميثاق الأمم المتحدة «غير مبرر» وخطير
اقتراح وقف النار/الوساطة قرار مشترك مع روسيا وباكستان وساطة وتخزين اليورانيوم
دعم المفاوضات الدبلوماسية هي الحل دعم الحل السياسي
الإجراءات العملية نصح بمغادرة الرعايا إعلان علني بالوساطة، بدون تدخل عسكري
الموقف النووي بدون تدخل مباشر تأكيد الحق النووي السلمي لإيران

النقطة النهائية:
تتمحور مقاربة الصين وروسيا خلال 12 يومًا من العدوان «الصهيوا-أمريكي» حول:

  • إدانة السياسة العسكرية بشدة
  • الضغط الدبلوماسي لوقف إطلاق النار والحل السياسي
  • الدعم الفني للبرنامج النووي الإيراني السلمي
  • تجنب التدخل العسكري المباشر

وهناك توافق نسبي بين بكين وموسكو، مع اختلاف في الأولويات:

  • الصين تركّز على الحفاظ على الاستقرار الدولي والدبلوماسية العامة ودعم رعاياها، مع الحرص على عدم استخدام القوة المباشرة.
  • روسيا تعتمد على الوساطة الدبلوماسية والدعم الفني للبرنامج النووي الإيراني، دون الانخراط في الصراع العسكري مباشرة.

🇪🇺 انعكاسات دولية (الاتحاد الأوروبي، الدول المجاورة، الأمم المتحدة، المنظمات الدولية)

الاتحاد الأوروبي
في 14 يونيو 2025، أعرب مجلس السفراء والممثل الدائم للاتحاد الأوروبي لدى المنظمات الدولية في فيينا عن القلق من الهجوم «الإرهابي» للكيان الصهيوني على إيران، مؤكدًا ضرورة حماية المنشآت النووية.
كما كرر مسؤول السياسة الخارجية «كايا كالاس» مطالبته بـ«عودة جميع الأطراف فورًا إلى طاولة الحوار» وتقليل التوتر. وفي آخر اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، تم بحث الخيارات الدبلوماسية لتخفيف النزاع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى