القسم السياسي

استهداف القادة اليمنيين… رسالة أمريكية بأيدٍ صهيونية

✍️ حوراء المصري:

 

منذ قيام الكيان الصهيوني عام 1948، كانت اليمن من الدول المستهدَفة كونها شكّلت رفضاً قاطعاً لوجود الاحتلال في فلسطين، مما جعلها دائماً تحت نيران العدو.

 

إلا أن هذه الهجمات ازدادت بعد عملية طوفان الأقصى، فدعم المقاومة اليمنية المتمثلة في أنصار الله للمقاومة الفلسطينية جعل الكيان أكثر حذراً منها، مما دفعه لاستهداف العديد من القادة. غير أن هذه المحاولات دائماً ما تقابَل بالفشل.

 

استهداف القادة الحوثيين… رسالة سياسية بحتة

 

اليوم، وبعد الاستهداف الأخير الذي شنه الكيان على صنعاء، والذي أسفر عن استشهاد قادة سياسيين بارزين، تفاقمت التصعيدات. لكن إذا ما نظرنا إلى الضربة الصهيونية، نفهم أنها استهداف ممنهج لقيادة المقاومة، و رسالة أمريكية بحتة لمحاولة كسر المقاومة والشعب اليمني، بعد أن أصبح اليمانيون رأس حربة في البحر الأحمر يشكّلون خطراً على الأساطيل الغربية والصهيونية.

 

فالسؤال الذي يطرح نفسه: هل هذه الضربات انعكاس لضعف الكيان أم تمثيل لقوة ردعه؟

 

في الحقيقة، هذه الضربات تجسّد ضعف الكيان الصهيوني، بعد أن أحبط اليمن بعض هجماته وكسروا شوكته، مما ولّد لديه دافعاً انتقامياً لرد اعتباره الذي سقط تحت أقدام المجاهدين اليمنيين. وهو يدرك جيداً أن هذه الهجمات لن تستطيع كسر المقاومة اليمنية.

 

الشهداء يولدون قادة أكفاء

 

إن القادة المستهدَفين في هذا العدوان لم يكونوا أشخاصاً عاديين كما في كل المرات السابقة، فقد كانوا مسؤولين سياسيين بارزين ، و معنيين بإدارة البلاد وتقديم الخدمات. ولهذا فإن استهدافهم يدوّي في الداخل اليمني والمنطقة ككل. الكيان يعتقد أن ضربته هذه ستؤثر على القدرات الميدانية لصنعاء  وتضعف أحد محاور المقاومة، لكنه تناسى أن المقاومة، مهما استُهدفت، لن تضعف؛ لأنها نابعة من العقيدة الإسلامية الجهادية ضد المحتل والظلم.

 

التجارب القاسية التي خاضها اليمن جعلت منهم أكثر صلابة وقوة، فكل شهيد يولد بعده قادة جدد أكفاء يسيرون على خطاه. لذلك، فإن هذه الضربات لا تعني سوى زيادة إصرار الشعب اليمني ومقاومته.

 

الإصرار اليمني… يُسجَّل في التأريخ

 

منذ بداية الكيان الغاصب وبزوغ محور المقاومة، كان الإصرار الشعبي هو المحرّك الأساسي. إلا أن الشعب اليمني أثبت أنه الأكثر صلابة في مواجهة العدو الغربي والصهيوني، دون أن يرف له جفن.

 

مهما حاول الكيان استهداف قادة مهمين لكسر صلابتهم، يبقى صبر اليمنيين وعزيمتهم شوكة في حلقه. وكلما استُشهد قائد، خرجت الملايين تناهض الكيان وتحث قادتها على الرد الساحق الذي يعيد المحتل إلى حجمه الضئيل.

 

الصمت الدولي… سكوت ممنهج لخدمة الكيان

 

رغم خطورة اغتيال القادة السياسيين في صنعاء، يلوذ العالم بالصمت المخجل. فبينما تتحرك الدول الغربية بسرعة للدفاع عن أوكرانيا عند مقتل أي قيادي هناك، نراها تتجاهل استهدافات صنعاء. هذه ازدواجية واضحة: اليمن يُترك وحده، بينما الغرب يحمي حلفاءه بأنياب مسنونة.

 

“صمتٌ عربي.. وتواطؤ مكشوف”

 

في مشهد مخزٍ، تقابل العواصم العربية استهداف قادة صنعاء بالصمت، وكأن الأمر لا يعنيها، بل إن بعض الأنظمة تمادت فتحولت من متفرجٍ إلى محرض، تبارك الضربات وتسوّق للرواية الصهيونية. هذا الصمت ليس حياداً، إنه مشاركة في الجريمة، وتواطؤ يخدم المشروع الأمريكي-الصهيوني على حساب أمن الأمة وكرامتها. إن التأريخ لن يرحم هذه الأنظمة، بينما يسجل لصنعاء أنها وقفت وحيدة شامخة في وجه الأساطيل، وحملت راية الأمة حين تخلى عنها الآخرون.

 

استهداف القادة… زعزعة للأمن الإقليمي

 

وهؤلاء “العرب” لايدركون، أن استهداف القادة البارزين في اليمن لا يهدد محور المقاومة وحده . فالهدف لا يقتصر على اليمن فقط، إنه يشمل إيران، العراق، ولبنان، عبر رسالة تقول: “بإمكان الكيان الوصول إلى أي قائد في أي مكان”.

 

لكن هذه السياسة قد تؤدي إلى نتائج عكسية، كتأجيج التوترات في البحر الأحمر والمنطقة عموماً ، حيث قد ترد اليمن بقطع المنافذ البحرية عن الكيان و ضرب حلفائه ، مما يضاعف أزماته الاقتصادية والعسكرية، ويشعل المنطقة برمتها.

 

اليمن… مصنع الرجال

 

إذا كان الكيان يظن أن استهداف قادة صنعاء سيوقف المسيرة الجهادية للمقاومة، فهو واهم. اليمن كان وما زال مصنع الرجال الأشداء، وكل شهيد يولد بعده ألف مقاوم. وما علينا إلا انتظار الرد اليمني الذي سيعيد الصهاينة إلى حجمهم الطبيعي في التأريخ.

 

إن استهداف القادة اليمنيين ليس إلا دليلاً جديداً على عجز الكيان وأسياده في واشنطن عن مواجهة روح المقاومة التي تسري في دماء هذا الشعب. فاليمن لا يُهزم، واليمنيون لا ينكسرون. كل شهيد يكتب سطراً جديداً في سجل التأريخ، ويمنح الأمة قائداً جديداً أشد عزماً وأقوى إيماناً. واليوم، كما الأمس، يظل اليمن مصنع الرجال، وحارس البحر، وهازم الأساطيل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى