“مسيرات اليمن تدكُ مطار رامون”

حوراء المصري:
تصعيد جديد يطرأ على الساحة الإقليمية والدولية، فقد أعلنت مصادر تابعة للكيان الصهيوني أن مجموعة من المسيرات اليمنية تم إطلاقها صباح اليوم الأحد، والتي أصابت صالة الركاب في مطار رامون جنوب الاحتلال، مما أدى إلى إصابة أشخاص بجروح، فضلاً عن إغلاق المجال الجوي أمام الطائرات المسافرة.
“فشل المنظومات الدفاعية للكيان الصهيوني”
بحسب البيان الذي تم نشره من قبل جيش الكيان، فإن الدفاعات الجوية اعترضت بعضها، إلا أن واحدة من المسيرات ضربت الهدف بكل نجاح. الجدير بالذكر أن صافرات الإنذار لم تُفعل في المنطقة إلا بعد أن دخلت الطائرات لأجواء الاحتلال، مما أثار جدلاً واسعاً في الشارع الصهيوني الذي يُلقي اللوم من جديد على الحكومة ومدى جاهزية المنظومات الدفاعية للسلاح الجوي الصهيوني في مواجهة هذه الهجمات، فهذه ليست المرة الأولى التي تفشل فيها صافرات الإنذار.
خدمات الطوارئ الصهيونية “ماغن دافيد آدوم” أكدت أنها تسعى لنقل المصابين إثر الاستهداف اليمني إلى مستشفى بسيفال في إيلات، فضلاً عن أن قوات الأمن هرعت للبحث عن بقايا المسيرة.
نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن رئيس بلدية إيلات قوله: “إن سقوط مسيرة بشكل مباشر دون تحذير يثير القلق”، وأضاف: “ميناء المدينة معطل، وأنصار الله لا يزالون يشكلون تهديداً لنا”.
إن هذا التطور الميداني لحركة أنصار الله لا يمكن النظر إليه باستخفاف، فاستهداف منشأة مدنية بهذا الحجم وفي منطقة حساسة تُعد في قلب الأراضي المحتلة، دون إنذار أو تحذير من الدفاعات الجوية، يحمل دلالات تتجاوز نطاق الاستهداف، فهي رسالة سياسية وعسكرية تعكس إصرار المقاومة اليمنية على إبراز حضورها القوي في الصراع الإقليمي، فضلاً عن أن هذا الاستهداف يُعتبر رداً على ما بدر من الكيان في الآونة الأخيرة من استهداف رؤساء في المقاومة، فكشف بهذا الاستهداف عن مدى هشاشة الكيان الصهيوني.
“رسالة سياسية وعسكرية”
إن هذا الاستهداف لا يمكن أن يمر مرور الكرام دون التطرق للبعد السياسي والعسكري، فاليوم بهذه الهجمات أثبتت أنصار الله مرة أخرى أنها قادرة على دك العمق الصهيوني بكل سهولة وسلاسة.
فيأتي هذا الاستهداف ضمن سلسلة من العمليات التي تشنها الحركة ضد أهداف حيوية في قلب الاحتلال، فقد بيّنت المقاومة في بياناتها السابقة أن أي هجوم يصدر من الحركة هو مؤازرة للفلسطينيين ولا سيما أهل غزة الأحرار.
يُظهر الحادث أن قدرة أنصار الله على استخدام مسيرات بعيدة المدى باتت تشكل تهديداً على أمن واستقرار الكيان. الضغط اليمني لم يقتصر على الموانئ والمنافذ البحرية بل أصبح جوياً كذلك.
هذا الاستهداف أدى إلى تداعيات كثيرة منها:
• تعطيل الحركة الجوية: أغلقت الأجواء أمام الطائرات المسافرة مما تسبب في إرباك حركة الطيران المدني.
• التأثير الاقتصادي: الاستمرار في استهداف المطارات ينعكس سلباً على الحركة السياحية في الكيان.
• تصعيد صهيوني محتمل: ما زال الرد الصهيوني قيد الدراسة، فأي استهداف أو تبادل هجمات قد يؤدي إلى توسيع رقعة الحرب مما يفتح باباً جديداً أمام الكيان، فضلاً عن حربه في غزة.
في نهاية المطاف إن هذا الاستهداف الذي حدث اليوم يمثل حلقة جديدة من معادلة الردع اليمني والكيان الصهيوني، فرغم قلة الأضرار المادية والبشرية، إلا أن هذا الهجوم يحمل رسالة قوية للاحتلال: المسيرات اليمنية قادرة على ضرب العمق الصهيوني رغم بُعد المسافات. فهذه الحركة ما هي إلا تحدٍ للقدرات الصهيونية التي لطالما تغنت بها في المنطقة، فأين هذه المنظومات اليوم؟