القسم السياسي

«محاولة اغتيال قادة حماس في قطر… فشل صهيوني جديد»

✍️حوراء المصري:

 

اليوم، قامت القوات الجوية الصهيونية بمحاولة فاشلة لاستهداف الوفد التابع لحركة حماس بقيادة الدكتور خليل الحية في قطر، الذي يتواجد هناك لمناقشة مقترح ترمب الأخير. هذا التصعيد المفاجئ أثار توتراً دبلوماسياً واسعاً في المنطقة، ولا سيما في الدولة القطرية التي انتقدت بشدة هذا التصرف المتهور.

 

لطالما تميزت بعض العمليات العسكرية للكيان الصهيوني بالارتجال وسوء التخطيط، إلا أن أبرز ما يلفت الانتباه هو فشل هذه العمليات المتكرر. فالفشل المتواصل يظهر مدى هشاشة هذا الكيان وضعف قدراته العملية، بما يفوق التصور. فقد حاول الكيان مؤخرًا اغتيال “أبو عبيدة” أيضًا، ولكنه فشل في ذلك، مما يعكس محدودية نجاحاته العسكرية أمام المقاومة

 

هذه العملية يمكن أن تؤثر سلباً على العلاقات الدبلوماسية، فقَطَر تعد وسيطاً مهماً بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني الذي تجرأ واستهدف قلب العاصمة القطرية الدوحة. اتخذت السلطات القطرية موقفاً مشدداً من هذا الاستهداف، معتبرةً إياه انتهاكاً واضحاً وصريحاً للقانون الدولي وللسيادة القطرية بالتحديد، فعملت على تعليق الوساطة.

 

تصريحات الإعلام العبري

 

أعلنت مصادر إعلامية صهيونية أن هذا الاستهداف جرى بطائرات حربية محملة بـ12 صاروخاً، تم إطلاقها على مواقع يتواجد فيها قادة بارزون في حركة حماس.

 

والجدير بالذكر أن الإعلام العبري نقل عن مسؤول كبير أن هذا الاستهداف جرى بالتعاون مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن “الأمريكيين يسيطرون على الأجواء القطرية، لذلك لا يمكن أن تجري أي عملية دون مساعدتهم”.

 

كذلك أفادت وسائل الإعلام أن طائرات التجسس الأمريكية كانت تحوم فوق المكان قبل الاستهداف لتعزيز الضربة.

 

مواقف دولية

 

عملية الاستهداف هذه واجهت الكثير من الانتقادات والإدانات، ولا سيما من إيران التي تعتبر قطر حليفة مهمة، فقد أدانت الجمهورية الإسلامية عبر المتحدث باسم الخارجية العملية، واعتبرتها “خطرًا جسيمًا ينتهك المبادئ والأهداف والقواعد المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة”، مشيرة إلى أن هذا الاعتداء يأتي في سياق الجرائم المستمرة التي يرتكبها الكيان الصهيوني، مؤكدة أنه ينتهك جميع المعايير والقواعد الدولية ويشكل اعتداءً خطيراً على السيادة الوطنية وسلامة الأراضي القطرية، مستهدفاً المفاوضين الفلسطينيين.

 

كذلك، انتقد زعيم حزب “فرنسا غير الخاضعة” جان لوك ميلونشون هذا العمل المتهور، بقوله: “نتنياهو يقصف في قطر.. هل يبقى شيء من القانون الدولي؟”

 

فضلاً عن ذلك، أدان اليمن والعراق والإمارات هذه العملية، واصفين إياها بأنها تهدد الأمن الإقليمي ويجب على الكيان التروي وعدم تهديد الاستقرار في المنطقة.

 

إلا أنه بعد هذا الاستهداف الفاشل، نقف أمام سؤال واحد: لماذا استهدف الكيان الصهيوني، بالتعاون مع الولايات المتحدة، الوفد الذي يفترض أنه يناقش المقترح الأمريكي؟ فما القصة؟

 

الجواب يكمن في استراتيجية الضغط النفسي والسياسي التي يتبعها الاحتلال. 

 

الاستهداف الصهيوني للوفد الفلسطيني في قطر، رغم كونه لمناقشة المقترح الأمريكي، يعكس أكثر من بعد استراتيجي:

 

1. إظهار القوة والضغط النفسي: الكيان الصهيوني يسعى دائمًا لإظهار قدرته على التأثير على أي تحرك سياسي أو تفاوضي للمقاومة، حتى لو كان تحت مظلة وسيط أمريكي، لإجبار الفلسطينيين على قبول شروطه أو تقييد حركتهم.

 

2. إضعاف الثقة بالوساطة الأمريكية: استهداف الوفد خلال مناقشة المقترح الأمريكي يرسل رسالة ضمنية بأن أي اتفاق أو تفاوض قد لا يحمي قادة المقاومة، ويزرع القلق بين الأطراف الفلسطينية حول جدية أو فعالية الوساطة الأمريكية.

 

3. إرسال رسالة لكل محور المقاومة: العملية تعكس قدرة الكيان على الوصول إلى أهدافه حتى خارج فلسطين، وتبعث تحذيرًا لكل من يخطط لدعم المقاومة في أي مكان، بما في ذلك الدول المضيفة مثل قطر.

 

4. إثبات هشاشة الأمن في المنطقة: من خلال هذا الاستهداف، يسعى الاحتلال لإظهار أن أي حلفاء أو وسطاء لا يمكنهم حماية القيادات الفلسطينية بشكل كامل، ما يضاعف الضغوط السياسية على قطر ودول المنطقة.

 

باختصار، الهدف ليس مجرد استهداف لقادة حماس ، لأنها رسالة سياسية واستراتيجية: تذكير المقاومة والوسطاء بأن الكيان قادر على النفوذ العسكري والسياسي حتى خارج حدود فلسطين، وأن أي حركة تفاوضية يجب أن تراعي قدراته.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى