مقالات الرأي

المحور الخامس: الانعكاسات الدولية (مواقف الصين وروسيا) – الجزء الثانی

✍️ القسم السياسي:

 

🌍 الأمم المتحدة والمنظمات الدولية
مجلس الأمن
في الجلسة الطارئة (13 يونيو)، حذر القائم بأعمال الوكالة الدولية للطاقة الذرية (غروسي) من خطر الإشعاع الناجم عن استهداف المنشآت النووية، وأكد على ضرورة «ضبط النفس الكامل». كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى ضبط النفس ومنع تفاقم النزاع.

ردود فعل مسؤولي الأمم المتحدة
قال الممثل السياسي للأمم المتحدة: «السلام من خلال المفاوضات هو الحل الأمثل»، مشيرًا إلى أن هذا الوضع قد يكون له تداعيات عالمية واسعة.

الإجراء المقترح من قبل الصين وروسيا وباكستان
قدمت هذه الدول مسودة قرار في مجلس الأمن تطالب بوقف إطلاق النار «بدون شروط» ووقف الاشتباكات فورًا.

الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA)
أضاف غروسي أن الوكالة مستعدة لإرسال فرق فنية لضمان سلامة المنشآت التي تم قصفها، مؤكداً: «يجب ألا يُغلق باب الدبلوماسية».

🌏 الدول المجاورة والإقليمية

العراق
استنكر رئيس الوزراء ووزارة الخارجية العراقية الهجوم الإسرائيلي، واعتبراه «انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي»، ودعوا مجلس الأمن للتدخل. وحذر العراقيون من أن هذه الهجمات قد تهدد استقرار الشرق الأوسط بأكمله.

عُمان
اتخذت دور الوساطة النووية، ووصفت الهجمات بأنها «مفرطة ومخالفة للقانون الدولي»، وحذرت من خطر تصاعد الأزمة في المنطقة.

قطر
حذرت من «عواقب كارثية إقليمية ودولية» ودعت إلى ضبط النفس والعودة إلى طاولة الدبلوماسية.

السعودية
أعربت عن «قلق عميق» بشأن الوضع في إيران، ودعت جميع الأطراف إلى ضبط النفس ومنع تصعيد النزاع.

تركيا
أدانت وزارة الخارجية التركية الهجوم الإسرائيلي واعتبرته «انتهاكًا للقانون الدولي»، مؤكدة أن مثل هذه الإجراءات تعيق الحل السياسي للأزمة.

باكستان
أدانت مشاركة إسرائيل في هذا الهجوم، وأيدت حق إيران في الدفاع المشروع، ودعت إلى وقف الاشتباكات فورًا.

حزب الله لبنان وأنصار الله
وصفت حكومة صنعاء الهجمات بأنها «انتهاك واضح للقانون الدولي» واعتبرتها عملية مشتركة بين أمريكا وإسرائيل. كما وصف حزب الله اللبناني هذه العملية بأنها «خطيرة» و«موسعة للحرب».

🧭 الخلاصة
الاتحاد الأوروبي: أعرب عن قلق شديد ودعم الدبلوماسية، ودعا إلى العودة الفورية إلى طاولة المفاوضات.
الأمم المتحدة: دعت إلى ضبط النفس وحماية المنشآت النووية والتفاوض عبر الوكالة ومجلس الأمن.
الدول المجاورة (العراق، عمان، قطر، السعودية، تركيا): جميعها أكدت على ضبط النفس وتقليل التوتر واعتبرت الهجمات مخالفة للقانون.
الجماعات الإقليمية (أنصار الله، حزب الله): مع الإدانة، دعموا خطوات الرد باعتبارهم حلفاء لإيران.

🎯 إيران وإسرائيل: هل تخلى العرب عن محور المقاومة؟
عندما تواجه الأمة العربية اختبارًا تاريخيًا، غالبًا ما تظهر نفس الأنماط: إصدارات بيانات الإدانة، تبريرات سطحية، الهروب من المسؤولية، ولوم الآخرين على الفشل. اليوم، إيران تقف بمفردها أمام إسرائيل، سياسيًا وعسكريًا وإعلاميًا، بينما الدول العربية إما صامتة أو متحالفة مع إسرائيل أو شرعت في تطبيع العلاقات.

هل مواجهة الاحتلال تُعتبر اتهامًا أو تسوية حكيمة؟ هل تخلى العرب حقًا عن محور المقاومة؟ أم أن المشكلة أعمق من موقف سياسي؟ هذه الدراسة تبحث في هذه الأسئلة، ودور الدول العربية وردود الشعوب على العدوان الإسرائيلي الأمريكي الذي استمر 12 يومًا على إيران في يونيو 2025، ومكانة إيران في دعم القضية الفلسطينية.

أ. الخلفية التاريخية: الإخفاقات العربية وخيانة القضية الفلسطينية
منذ منتصف القرن العشرين، عانت الدول العربية من إخفاقات كبيرة. بدأت هذه الإخفاقات بهزيمة يونيو 1967 (حرب الأيام الستة)، التي كشفت هشاشة الأنظمة العربية، والتي اعتمدت أكثر على الخطابات الرنانة من العمل الفعلي. أعقبت هذه الهزيمة تجارب الوحدة العربية الفاشلة في عهد جمال عبد الناصر، حيث تحولت الشعارات القومية إلى أداة لتصفية الحسابات الداخلية والخارجية، وتفككت أحلام الوحدة العربية الكبرى. ثم جاءت مرحلة «التحالفات المشبوهة» مثل اتفاق بغداد، الذي وضع الأمن القومي العربي تحت سيطرة الغرب وفتح أبواب التدخل الخارجي بشكل دائم.

واحدة من أكثر اللحظات غرابة وألمًا في هذا المسار كانت حرب النظام البعثي ضد إيران (1980-1988). إذ شنت صدام حسين حربًا طويلة ضد إيران بدعم مالي من معظم دول الخليج، خوفًا من تأثير الثورة الإيرانية على الداخل. ومن المفارقات أن تلك الدول التي دعمت صدام ماليًا لاحقًا أصبحت ضحية غزو الكويت. هذه المشاهد مثال على سوء التقدير والنضج السياسي المحدود الذي سيطر على المنطقة لعقود. هل كانت مجرد أخطاء عابرة، أم دليلًا على خلل عميق في تفكير النخب العربية الحاكمة؟

أثناء العدوان الإسرائيلي الأمريكي على إيران في يونيو 2025، والذي استمر 12 يومًا واستهدف المنشآت النووية مثل نطنز وفردو، تكرر نفس النمط. بعض الدول العربية، خاصة تلك التي طبعت علاقاتها مع إسرائيل، لم تدن هذا العدوان، بل دعمته ضمنيًا أحيانًا، بالصمت أو تبرير هجمات إسرائيل، لتقف عمليًا إلى جانب العدو. هذا الموقف، الذي يتناقض مع قضية فلسطين ومشاعر الشعوب العربية، يعكس الفجوة العميقة بين النخب الحاكمة والشعوب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى