القسم السياسي

لا «تَبَعِيَّة» بين المسلم وأخيه المسلم…

✍️ نجاح محمد علي، صحفي وباحث مختص بشؤون إيران والمنطقة:

 

كلما عجز بعضهم عن الرد بالمنطق على المنطق، والولاء على الولاء، يعيدون استخدام نفس السلاح القديم الذي كان نظام البعث السابق يستخدمه لقمع الشيعة في العراق:
كلمة تُسمى «تَبَعِيَّة».
نعم، هي ذات الكلمة التي نزلت كالسيف على رقاب الشيعة؛
بسببها نُفيوا، سُجنوا، أُعدموا، فقط لأن جنسيتهم كانت «إيرانية» وفق قانون الجنسية في عهد ملك العراق، الذي قسم العراقيين إلى تبعيتين: عثمانية وإيرانية.
لكن الحقيقة التي يعلمها الجميع ويتجنبها البعض هي:
سيد مقتدى الصدر نفسه يحمل التبعية الإيرانية وفق نفس القانون الذي أصبح اليوم أداة شتم سياسي.
فهل أصبحت الجذور العقائدية اليوم اتهاماً؟
هل يُسمى الانتماء لمذهب أهل البيت عليهم السلام «تَبَعِيَّة»، بينما يُعتبر البيعة لبيت الأبيض وكسب رضا السفارة الأمريكية «وطنية» و«أصالة»؟!

لقد أجاب القرآن الكريم عن هذه المهزلة منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة بوضوح وحدد معنى «الأتباع»:
﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ [آل عمران: ٣١]
﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِیَاءُ بَعْضٍ…﴾ [التوبة: ٧١]

 

فمن هو الأحق بأن يُتبع؟

أولياء الله الذين يدافعون عن المستضعفين؟ أم ناتو المجرم الذي أقام قواعده العسكرية في أرض الأنبياء، ويقتل الفلسطينيين، ويقيم علاقات مع النظام الصهيوني؟
التبعية الحقيقية اليوم هي لمن يتبع الناتو، حتى وإن كان يلبس العمامة.
الولاية للمسلم ليست تبعية عثمانية أو إيرانية، بل تبعية محمدية، حسينية، قرآنية.
من يتبع الإمام الخامنئي والنظام المقدس للجمهورية الإسلامية، الذي رفع راية «لا إله إلا الله» في كربلاء، فهو على بيعة حسينية.
ومن يريد نزع سلاح الحشد والمقاومة واستسلام العراق للناتو، فهو في صف يزيد.

 

📌 في كربلاء الإصلاح، الحياد لا معنى له

أنت إما في صف الحسين، أو في صف يزيد.
إما ترفع رايات الحشد الشعبي، الحرس الثوري، حزب الله وأنصار الله،
أو تتحرك خلف رايات الناتو المرفوعة على قواعد أربيل وعين الأسد.

 

🔴 من يقول اليوم: «الشيعة في العراق تابعون لإيران»، إما أنه لا يفهم روح التشيع، أو أنه قد أدار ظهره لها.

ألا يعلم أن كل شيعي حقيقي، في العراق، إيران، لبنان أو اليمن، هو تابع لمحمد وآل محمد فقط؟
من يريد إطفاء نور إيران، في الحقيقة يريد إطفاء نور الله.
لكن:
﴿یُرِیدُونَ أَنْ یُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ﴾ [الصف: ٨]

 

🔰 اليوم تلمع رايات الحشد في ركضة طويريج، في مسابقة ولائية مع دم الشهداء؛

مع رايات الحرس، المقاومة، حزب الله وأنصار الله…
هؤلاء هم كتائب حسينية عالمية، كما هزموا جيش معاوية ويزيد، سيجعلون الناتو يركع.

فمن يرفع شعار «تَبَعِيَّة، تَبَعِيَّة» اليوم،
يُقال له:
التبعية الحقيقية هي لمن يسير خلف الناتو والنظام الصهيوني غير الشرعي… وليس خلف الحسين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى