القسم السياسي

كذبة كبيرة في يوم عاشوراء وتطهير مقام النبي الاعظم صلى الله عليه وآله من تهمة اتباع اليهود

✍️ نجاح محمد علي، صحفي وباحث مختص بشؤون إيران والمنطقة:

 

كل سنة مع اقتراب يوم عاشوراء، يعاد نشر رواية غريبة؛ تقول ان النبي الاعظم صلى الله عليه وآله عندما دخل المدينة رأى اليهود يصومون يوم عاشوراء. فسألهم لماذا؟ قالوا له هذا يوم نجاة موسى عليه السلام. فقال النبي: “نحن اولى بموسى منهم!” وصام هو ايضا ذلك اليوم ودعا الآخرين للصيام!
يا لها من تهمة كبيرة لمقام النبوة الذي قال الله عنه: (وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحى يوحى)!
هل يعقل ان نبي الخاتم، قائد الهداية صلى الله عليه وآله، يسأل احبار اليهود عن احكام الدين ويتصرف بناء على أقوالهم؟
هل كان الوحي موقوفا؟ هل كان النبي جاهلا بالأوقات المقدسة؟ هل كان تابع لشريعة اهل الكتاب؟
لا، ابدا. هذه الرواية اهانة واضحة لمقام النبوة والعقل والوحي.
ومن الناحية التاريخية هي غير صحيحة؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله دخل المدينة في ربيع الاول وليس في شهر محرم. فكيف اقتبس عاشوراء من اليهود؟! هذا القول ملفق من الاساس.
السؤال الحقيقي هو: كم من يهودي صام عاشوراء اليوم؟ وكم من المتيهودين روجوا هذه الكذبة؟
في الحقيقة، لا يصوم أي من اليهود في العالم يوم عاشوراء!
فهذا اليوم ليس موجودا في تقويمهم الديني.
فمن اين جاءت هذه الرواية؟ ومن ادخلها في المصادر الحديثية؟ ولماذا يعاد نشرها كل سنة قبيل عاشوراء في وسائل التواصل الاجتماعي؟
الجواب يكمن في الحرب المعرفية والعمليات النفسية… وليس فقط في النقاشات الفقهية.

فريق 8200 عاد الى الساحة…

فريق 8200، الذراع السيبراني والحربي لنظام الصهيونية، يعلم ان تشويه صورة عاشوراء لا يحتاج الى سلاح ودبابات؛ بل يكفي نشر روايات مسممة ومزيفة ومهينة بين المسلمين.
هم يوجهون جيشهم السيبراني الى:
•أحيانا الهجوم على شعائر حسينية،
•وأحيانا وصف النبي صلى الله عليه وآله بأنه تابع لليهود،
•وأحيانا اشعال الفتنة بين الشيعة والسنة.
الهدف واضح: اثارة الفرقة بين المسلمين، تشويه عاشوراء، واخفاء العدو الحقيقي.

اليقظة واجب شرعي وعقلي

نشر هذه الخرافة بأن “النبي صام عاشوراء لأجل اليهود” ليس فقط انحرافا فقهيّا، بل غزو لقلب ايماننا.
من ينشر هذه الكذبة عن غير وعي فليعلم انه يلعب في ملعب العدو ويخدم مشروعا صهيونيا-امريكيا.
هدفهم مكشوف:
•تفرق الأمة،
•تقليل المحبة لحسين عليه السلام،
•ونسيان حقيقة عاشوراء.
عاشوراء يوم الثورة والقيام، وليس صوما بناء على روايات محرفة.
ونبي الله صلى الله عليه وآله قائد الوحي، وليس تابعا لليهود الخائنين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى