القسم السياسي

بعد الصواريخ، جاء الدور على النفوذ الاستخباراتي

✍️ نجاح محمد علي، صحفي وباحث مختص بشؤون إيران والمنطقة:

 

في الوقت الذي لا تزال أنظار العالم معلقة على رماد غزة وأنقاض الأطفال الفلسطينيين الأبرياء، تتشكل خلف كواليس الحرب التي دامت 12 يومًا بين إيران والنظام الصهيوني، قصة خفية لكنها مدمرة. قصة تثبت ليس فقط القوة العسكرية لإيران، بل تكشف عمق النفوذ الاستخباراتي للجمهورية الإسلامية داخل أروقة أمن العدو.

الجزء الأول: خسائر غير مسبوقة للنظام الصهيوني في حرب 12 يومًا

وفقًا لمعلومات أمنية نُشرت مؤخرًا، تمكنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال هذه الحرب من توجيه ضربات موجعة للنخب العسكرية والأمنية والعلمية في النظام الزائف.
تم جمع هذه المعلومات من خلال مراقبة دقيقة للمصادر المفتوحة داخل النظام الصهيوني، مثل الصحافة وخصوصًا صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى الصور المنشورة من مراسم دفن القتلى، أسمائهم، رسائل التعازي والمواساة، ومصادر أخرى.

🔻 أهم إحصائيات الخسائر:

•6 جنرالات كبار في الجيش الصهيوني
•32 ضابطًا في الموساد (جهاز المخابرات الخارجية)
•78 عنصرًا في الشاباك (جهاز الأمن الداخلي)
•27 من قوات البحرية
•198 ضابطًا في القوات الجوية
•462 جنديًا في الوحدات العملياتية
•423 جنديًا من الوحدات الميدانية
•11 عالمًا نوويًا من مركز وايزمان الحساس

📌 الإجمالي: 1,237 من القوات المتخصصة وكبار الضباط

هذه الإحصائية بمفردها تبين أن رد إيران لم يقتصر على مستوى الدفاع فقط، بل استهدف هيكل القيادة لدى العدو مسبقًا وأحدث خللًا في أدائه العام.
الجزء الثاني: نفوذ استخباراتي غير مسبوق في عمق النظام الزائف
بالتزامن مع هذه الضربات العسكرية، حدثت وقائع أخرى في طبقات خفية من الميدان الأمني. كشفت وسائل الإعلام العبرية، مثل صحيفة “معاريف”، عن ظاهرة غير مسبوقة:
نفوذ منظم لإيران داخل هيكل الأمن في الأراضي المحتلة.

🔎 وفقًا لهذا التقرير:

•تم اكتشاف 25 ملف تجسس نشط من قبل الشاباك والشرطة
•تم اتهام 40 إسرائيليًا بالتعاون الاستخباراتي مع إيران
•بدأت الاتصالات عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وتطورت تحت غطاء علاقات صداقة وصحافة وحتى علاقات عاطفية

المهام وأساليب التجنيد

📸 تبدو المهام الأولية لهؤلاء العملاء بسيطة: تصوير بطاقات الهوية، الشوارع، والمتاجر
🖋️ ثم كتابة شعارات مثل:
“نتنياهو ارحل”، “نتنياهو إرهابي”، “أبناء روح الله”
🔥 وبعدها: حرق علم النظام الصهيوني، نقل أسلحة، حمل طرود مشبوهة، وحتى التسلل إلى مراكز حساسة
💰 لعب الدافع المالي دورًا رئيسيًا، حيث دفعت إيران لهؤلاء العملاء بين 800 ألف إلى مليون شيكل (ما يعادل حوالي 210 إلى 265 ألف دولار) باستخدام العملات الرقمية.

النفوذ إلى الأنظمة الاستراتيجية: من القبة الحديدية إلى ميناء حيفا

🚀 أحد أكثر الملفات حساسية يتعلق بتعاون عنصر عسكري داخل نظام الدفاع الصاروخي “القبة الحديدية”، حيث أرسل مقاطع سرية إلى عملاء إيرانيين.
⚓ في حالة أخرى، استأجر عميل شقة تطل على ميناء حيفا لمراقبة السفن الداخلة والخارجة، خطوة لتحديد طرق محتملة لنقل الأسلحة إلى الميناء عبر إيران.

تتبع الأموال والحرب السيبرانية

ادعت شرطة النظام الزائف أنها تمكنت من تتبع المحافظ الرقمية عبر أدوات إلكترونية، لكنها أقرت أن التهديد “مستمر” وأن المواجهة معه “صعبة للغاية”.

في الختام

📌 لم تكن الحرب الأخيرة مجرد حرب طائرات مسيرة وصواريخ، بل كانت جزءًا من ساحة متعددة الطبقات سيطرت فيها إيران بمعلوماتها على الهيكل الأمني للنظام الصهيوني وأدت إلى انهيار داخلي.
✊ أثبتت الجمهورية الإسلامية أنها لم تحافظ على تفوقها في الميدان الصلب فقط، بل هي في طليعة القوة في ميادين الحرب الناعمة، السيبرانية والاستخباراتية.
من القبة الحديدية إلى ميناء حيفا… من الجيش إلى الشاباك والموساد… الرسالة واضحة: النظام الصهيوني ينهار من الداخل، لا من الحدود.

📌 نقطة مهمة:

إيران لم تعد تحارب بالصواريخ فقط؛
إيران تستهدف عقل العدو.
وهذه بداية فصل جديد من الردع الذكي والفعّال للجمهورية الإسلامية ضد النظام الزائف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى