مقالات الرأي

الدين، الاقتصاد، الأمن

حجة الإسلام والمسلمين نعمت الله بيرانوند

عبر تاريخ البشرية، عاش الناس في ظل قواعد وقوانين وأديان ومذاهب مختلفة، وكان الإنسان على مدار حياته يسعى جاهدًا للوصول إلى الكمال. وقد نشأت حكومات دينية متعددة من عهد النبي آدم (عليه السلام) مرورًا بنوح وداوود وسليمان وإدريس ويوسف (عليهم السلام)، حتى ختم الله الأديان برسالة النبي الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله)، الدين الذي جاء به رسول أمين وتاجر ناجح.

إنّ نظرة الإسلام والعلماء الربانيين تعتمد على أُسس متعددة، ومن أهم الأسس في الجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم هو الجمع بين الدين والدنيا في حياة الناس.

صوت سما

من منظور البشرية جمعاء، فإنّ أفضل الأديان وأكثرها كمالًا هو الذي يبني الدنيا والآخرة للناس، ويغطي الجوانب المادية والروحية بشكل متكامل.

لو استعرضنا مدى التغلغل في العقود الأخيرة، لوجدنا أنّ التيارات المعادية للإسلام قد حاولت الربط بين البساطة والفقر، ليجعلوا من حياة أتباع الإمام علي (عليه السلام) حياة فقيرة وضعيفة اقتصاديًا، في حين أنّ النبي محمد (صلى الله عليه وآله) كان تاجرًا، والإمام علي (عليه السلام) زرع العديد من النخيل، والإمام الحسين (عليه السلام) كان له دور نشط في التجارة، خاصة تجارة الأقمشة.

فالاقتصاد يشكّل ركيزة من ركائز أيّ حكومة. حتى في الأديان والمذاهب غير الإلهية، فإنّ الإنسان بطبيعته يحبّ الراحة والرفاهية والسعي إلى العدالة والاقتصاد النشط.

الأديان عمومًا تستند إلى الفكر الإلهي، أما المذاهب فقد تكون غير إلهية، لكن الإنسان في طبيعته يشترك بصفات أساسية، من بينها الميل إلى الدنيا والاقتصاد.

في الإسلام، هناك مفهوم “الحلال” و”الحرام”، والتي تُقابل في العالم مفاهيم “ما يجب فعله” و”ما لا يجب فعله”. وفي كل القارات، من أمريكا إلى أوروبا وآسيا، توجد قوانين تنظم الحياة بناءً على هذه القواعد. هذه المفاهيم تُعرف في الإسلام بـ “حق الناس” وفي العالم تُعرف بـ “الحقوق المدنية”.

الاقتصاد في الإسلام له “حلاله” و”حرامه”، وما يضرّ الاقتصاد يُعدّ حرامًا، أي أنه “لا ينبغي”، بحسب التعبير العالمي.


الأمن والاقتصاد

ما تحتاجه الحكومات من أجل الاستمرار والبقاء هو الاقتصاد. فاقتصاد قوي يُعدّ ركيزة مهمة لأي نظام عالمي. وإذا لم يكن الشعب نشطًا في مجالات الاقتصاد والتجارة، فإن البلاد ستضعف أمنيًا وإداريًا. ولهذا، نرى الدول ذات الاقتصادات القوية دائمًا أكثر استقرارًا وأمانًا.

في الاستثمار، يُعد الأمن الاقتصادي أساسًا للمستثمرين. وسنتطرق إلى هذا المحور بالتفصيل في العدد القادم.

اليوم، نرى أنّ الكيان الصهيوني (إسرائيل) سعى طويلًا لتأمين مجتمع آمن يخدم بنيته الاقتصادية، بينما ركزت إيران خلال السنوات الأخيرة على تعزيز قدراتها الدفاعية والعسكرية وتوفير بيئة آمنة للاقتصاد الوطني.

وبسبب هذه القوة، استطاعت إيران توجيه ضربات موجعة لإسرائيل من خلال قوتها الصاروخية والدفاعية، والتي ستؤثر حتمًا على قدرة إسرائيل الاقتصادية وتضعف بنيتها المالية.

وبعد انهيار إسرائيل -بإذن الله- على يد الجمهورية الإسلامية، سيتم تمهيد الأرض أمام إيران اقتصاديًا على المستوى العالمي، بسبب قدرتها على ردع التهديدات وبسط الأمن.

وفي تلك المرحلة، سترتفع قيمة الريال الإيراني ويتعزز موقع الاقتصاد الوطني، بينما يشهد اقتصاد الكيان الصهيوني تدهورًا.

ورغم الحصار والضغوط التي تفرضها القوى العالمية بقيادة إسرائيل، فإنّ إيران ستنتصر بعون الله، وستُهدي لشعبها هذه البشرى العظيمة: الارتقاء بالأمن الاقتصادي وتطور ونمو اقتصاد إيران بشكل حقيقي وفاعل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى