نور الولي الفقيه وسرُّ الانتصار الإيراني في مواجهة العدوان الصهيو-أميركي

✍️ نجاح محمد علي: محبّ للحق في زمنِ الظلمات
(1) في البدء كانت الكلمة…
في زمانٍ تتهاوى فيه الهِمم، ويختلط الحقُّ بالباطل، ويستولي فيه الباطلون على منابر الكلمة والصورة، يقف الإمام السيد علي الخامنئي، حفظه الله، في علياء المجد، كجبلٍ من النور، لا تهزه العواصف، ولا ترهبه العيون الحاقدة. ستة وثمانون عامًا، وما زال يُنير طريق الأمة، ويوجّه البوصلة في خضمّ أعاصير الهيمنة العالمية.
إننا لا نتحدث عن عالم دين عابر، ولا عن قائد سياسي موقّت، بل عن سرٍّ إلهي غرسه الله في قلب الأمة الإسلامية، ليكون مرآة نبوية تمشي على الأرض، يختزن في فكره وعزيمته وبركته إرث الأنبياء والأئمة، ويعيد تصويب مسار البشرية.
(2) سرُّ الانتصار الإيراني: رجلٌ بحجم أمة
أمام أعيننا، انتصرت إيران، وكسرت عنق الإمبراطورية الأميركية، وأذلّت جهاز الموساد، وتحدّت الناتو، وأحرقت أوهام “إسرائيل الكبرى” في مياه الخليج الفارسي. كيف؟ بمن؟ بأيّ سلاح؟
لقد كان السرُّ هو “القائد”، كان السر هو رجلٌ صدق ما عاهد الله عليه، فجعل من نفسه جنديًّا ومرشدًا، مفكّرًا ومقاتلًا، فقيهًا وقائدًا أعلى للقوات المسلحة، إمام جمعة ومعلمًا في الحوزة، وكل ذلك في آنٍ واحد.
الإمام الخامنئي روحي له الفداء، لم ينتظر نصراً من سواه، وإنما صنعه بنفسه. كتَبَ قبل خمسين عامًا مشروع المواجهة الحضارية بين الإسلام الأصيل والاستكبار العالمي في كتابه “مشروع الفكر الإسلامي في القرآن”، ثمّ جسّده واقعًا عندما آل إليه لواء الثورة، فقادها بحكمة علي بن أبي طالب، وبصيرة الحسين بن علي.
كتاب “مشروع الفكر الإسلامي في القرآن” ، مجموعة من الدروس القرآنية التي ألقاها الإمام الخامنئي من على منبر مسجد الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) في مدينة مشهد في شهر رمضان المبارك من العام 1353 هـ.ش الموافق للعام 1974 م.
الكتاب الذي كان بالفارسية وترجمه الصديق العزيز الاستاذ محمد علي آذرشب ، يلقي الضوء على النتاج المبكر للإمام الخامنئي قبل انتصار الثورة الإسلامية يمكننا من خلاله التعرف على نصٍ شكل رافداً من روافد النهوض الإسلامي.
(3) اغتيال القائد: الهوس الصهيو-أميركي المستمر
لقد بات واضحًا أن المشروع الصهيو-أميركي فشل عسكريًا وأمنيًا واقتصاديًا وأيديولوجيًا أمام المشروع الإسلامي الذي يقوده الإمام الخامنئي. هذا الفشل المدوي دفع العدوّ إلى خيارهم الأخير: الاغتيال الجبان.
وهنا نرفع الصوت عاليًا: إن حماية القائد باتت فريضة عقائدية وجهادية وأمنية وأخلاقية. فالإمام الخامنئي حفظه الله ، هو آخر السدود التي تمنع طوفان الفساد من اجتياح أمتنا، وهو الحصن المتبقي للإسلام المحمدي الأصيل.
نعم، ستواصل أجهزة الاستخبارات الأميركية والصهيونية محاولاتها المريضة لاغتياله. ذلك لأنهم يدركون أن هذا القائد الاستثنائي العظيم أمة في رجل، كان وسيبقى مشروعًا، وأن قتله – لا قدّر الله – هو محاولة بائسة لكسر الإرادة التي صنعت “حزب الله” و”أنصار الله” و”قوى المقاومة في فلسطين والعراق وسوريا واليمن”.
(4) ما بعد الاغتيال: هل تستعد الأمة؟
العدو لا ينتظر فرصة مناسبة، بل يصنعها. وحين يعجز، يفتعلها. وعلينا نحن أن نستعد. ليس فقط بالحماية الأمنية، بل بحماية الفكر. علينا أن ننشئ جيلاً قرآنيًا يحمل نور الولي الفقيه، يفهم مشروعه، ويتمثّله عقيدةً وسلوكًا، فلا يكون الإمام الخامنئي وحده، بل يصبح كل واحدٍ منا نسخة منه في العلم والوعي والموقف.
هذه مسؤولية كبرى على عاتق الحوزات العلمية، وعلى القوى الأمنية، وعلى الإعلام المقاوم، وعلى كل من عشقوا هذا القائد النوراني الذي أذهل العدو قبل الصديق، وأربك عقل الصهيوني في تل أبيب، والرأسمالي في واشنطن.
هذه الكلمات ليست مشاعر عاطفية أقولها من واقع عشقي للسيد الكبير روحي فداه ، فهي شهادة قلبٍ رأى النور وتفيّأ ظلاله. هي اعتراف بأستاذية قائدٍ لا يزال في ذروة عطائه وهو يخطو في ربيعه الساس والثمانين، لا يضعف، ولا يكلّ، ولا يهادن، بل يبث فينا كل يوم طاقة من الوعي والبصيرة والهيبة.
(5) كتاب مشروع الفكر الإسلامي: أن تقرأ الخامنئي يعني أن تُبعث حيًّا
لكل باحثٍ عن الطريق، لكل من خذله الغربُ والشرق، لكل من سئم القادة المنبطحين، هذا هو دليلك: “مشروع الفكر الإسلامي في القرآن”، الكتاب الذي جمع فيه الإمام رؤية القرآن لمواجهة الطغاة، ورسم فيه الخطوط الأولى للثورة قبل اندلاعها بسنوات، وها هو اليوم، يدرّسنا – بالفعل لا بالقول فقط – كيف تكون السيادة للمستضعفين.
هذا الكتاب سفرٌ روحي، حفرٌ في النفس، تحدٍ للهوى، إسقاطٌ لصنم النفس أولًا، ثم لأصنام العصر كلها: أميركا، “إسرائيل”، الناتو، الدولار، الليبرالية، الجنس الثالث ، وكل هذا القبح المتراكم.
(6 الختام؟ كلا… البداية
الحرب, بدأت. الآن والعدوّ يعرف أنّ ساعة الحسم تقترب. وما بين القدس وطهران، لن تُترك رايةُ الحقِّ وحيدة. فكما قال سيد المقاومة في لبنان: “ما دام الإمام الخامنئي على قيد الحياة، فأنتم لا تستطيعون فعل شيء”.
فيا أبناء الأمة، يا عشاق الولي، يا جنود صاحب العصر، هذه أيام النفير. حراس الثورة لا ينامون. حماة القائد لا يغفلون. أنصار الحجة يستعدون.
فاحملوا نور الخامنئي، فإنّ كل من حمله، صار شمعة في زمن الظلام، وسيفًا في معركة النور.
إلهي إلهي
حتى ظهور المهدي
احفظ لنا, الخامنئي
#إيران_الإسلام,
#ولي_الله_فينا,
#حفظ_الله_القائد,
#لن_تغتالوا_النور,
#ولى_زمن_اضرب_واهرب