كربلاء على أعتاب الأربعين؛ من مخيمات الإقامة إلى التدابير الأمنية المتقدمة

كربلاء المعلى تشهد هذه الأيام استعدادات واسعة لاستقبال ملايين زوّار الأربعين الحسيني. مع اقتراب هذا الحدث العالمي الكبير، قامت العتبة الحسينية المقدسة بالتنسيق مع مؤسسات مختلفة بوضع خطة شاملة لتقديم الخدمات للزوار وضمان سلامتهم.

القسم الأول: البنى التحتية للإقامة والخدمات

زار السيد حجت الإسلام الشيخ عبد المهدي الكربلائي، وكيل المرجعية في العتبة الحسينية، برفقة حسن رشيد العباجي، الأمين العام للعتبة، مشروع مخيمات الإقامة واستراحة الزائرين، وذلك لتقييم آخر الاستعدادات اللوجستية.

تم تصميم مخيمات الإقامة لاستيعاب 17 ألف زائر في 34 خيمة بمساحة ألف متر مربع لكل منها، مزودة بـ600 وحدة تكييف هواء ومياه، ومرافق صحية كاملة، وشبكة صرف صحي بطول 700 متر، ونظام خاص لتزويد المياه، ومكان لغسل السيارات، وأعمدة إنارة لتوفير الإضاءة الليلية.

قال عبد الحسن محمد، رئيس القسم التنفيذي في العتبة، إن المشروع نفذ بتصميم هندسي متطور وبأعلى المواصفات الفنية.

وأكّد حسن رشيد العباجي في لقائه مع موظفي العلاقات العامة على ضرورة توفير مستلزمات زوار الأربعين، مضيفًا: “كربلاء اليوم ليست فقط مكانًا دينيًا، بل مركزًا إنسانيًا وروحيًا عالميًا. خدمة زوار الإمام الحسين (عليه السلام) شرف لا مثيل له ويتطلب إخلاصًا ونية صادقة.”

وأشار عبد الأمير طه المطوري، مدير العلاقات العامة في الحرم الشريف، إلى أن مسؤولياتهم خلال مناسبات الأربعين المليونية تشمل تنسيق الفعاليات، استقبال الوفود، وإدارة الشحنات.

القسم الثاني: مشاركة جامعة الزهراء (سلام الله عليها)

تم إعداد موكب خاص للنساء كجزء من خدمات الأربعين لهذا العام، حيث دشنت جامعة الزهراء (سلام الله عليها) هذا الموكب المركزي لتقديم خدمات تخصصية للزائرات. كما قامت زينب الملا السلطاني، رئيسة الجامعة، بجولة تفقدية للموكب.

يشمل الموكب أقسامًا متعددة منها الخدمات الغذائية، والرعاية الطبية العاجلة والعلاج الطبيعي بالتعاون مع مستشفى سفير الإمام الحسين (عليه السلام)، بالإضافة إلى برامج توعوية عبر وسائل الإعلام الرقمية.

القسم الثالث: التدابير الأمنية والدفاع المدني

وضعت دائرة الدفاع المدني في العتبة الحسينية، بالتعاون مع المديرية العامة للدفاع المدني في كربلاء، خطة شاملة لتأمين سلامة الزائرين.

من أبرز الإجراءات نشر فرق مدربة في ثلاث مناطق مزدحمة (باب القبلة، شارع الشهداء، السدره)، وتجهيز فرق الإسعاف بملابس خاصة وأجهزة تنفس.

كما وزعت حوالي ألف طفاية حريق في أماكن مختلفة للوقاية من الحرائق والسيطرة عليها عند الحاجة.

عقدت دورات تدريبية مكثفة للعاملين لضمان قدرتهم على حماية أمن زوار سيد الشهداء (عليه السلام) في الظروف الطارئة.

الاستعدادات في كربلاء للأربعين هذا العام تعكس منهجًا منظمًا وشاملًا، من المخيمات الحديثة إلى الإجراءات الأمنية المتقدمة، وكلها تعبر عن العزم الجاد لمسؤولي المدينة لاستقبال زوار الحسين (عليه السلام) بأفضل صورة. وهذه الجهود تمثل تطبيقًا عمليًا لتوجيهات الإمام الحسين (عليه السلام) حول أهمية خدمة زائريه الكرام.