أخبار الإيران

أول قمر صناعي استخباراتي إيراني في نطاق “KU” دخل المدار بنجاح.

رئيس منظمة الفضاء الإيرانية أعلن عن نجاح إطلاق ووضع أول قمر صناعي اتصالات في نطاق التردد "KU" في المدار، وقال: تم تصنيع هذا القمر الصناعي بالتعاون بين معهد الفضاء الإيراني والشركات المعرفية، وقد أظهر القدرات المحلية في تكنولوجيا الفضاء.

ذكرت وكالة أنباء “صوت سما” أن حسن سالارية، رئيس منظمة الفضاء الإيرانية، أعلن في برنامج تلفزيوني عن نجاح إطلاق القمر الصناعي الجديد للاتصالات في البلاد. وأوضح أن هذا القمر الصناعي تم تصنيعه بواسطة معهد الفضاء الإيراني التابع لوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات وبمشاركة شبكة من الشركات المعرفية.

وأضاف أن القمر الصناعي تم وضعه في المدار بنجاح في الثالث من مرداد، وهو أول قمر صناعي يدخل المدار في نطاق التردد “KU”. ويعتبر هذا النطاق من الترددات الأكثر استخدامًا عالميًا في تقديم خدمات الاتصالات المهنية، والبث الإذاعي والتلفزيوني، والإنترنت، وغيرها من خدمات النطاق العريض.

وأشار سالارية إلى الفرق بين هذا القمر الصناعي والأقمار السابقة، مثل “ناهيد 1” الذي كان يعمل في نطاق التردد S، وقال إن نطاق “KU” يتمتع بتردد وعرض نطاق أعلى، مما يتيح نقل حجم أكبر من البيانات، وهذا التطور التقني يتيح تقديم خدمات ذات جودة أعلى.

كما أكد رئيس منظمة الفضاء الإيرانية على أهمية تطوير التقنيات المحلية، مبينًا أن الحمولة الرئيسية للقمر الصناعي هي جهاز إرسال واستقبال في نطاق “KU” تم تصميمه وتصنيعه بتقنية محلية، بالإضافة إلى أن مختلف أجزائه مثل أنظمة توفير وإدارة الطاقة الكهربائية، والأنظمة التحكمية، والمعالجات، وأنظمة الاتصالات في نطاقات أخرى مثل S وU، كلها طورت بواسطة خبراء محليين.

وأوضح أنه بعد الإطلاق تم اختبار جميع الأنظمة الفرعية وأداء القمر الصناعي بدقة، مؤكدًا أن معظم هذه الأنظمة تحمل ابتكارات تقنية وهي ثمرة جهود المتخصصين في البلاد.

وقال رئيس منظمة الفضاء الإيرانية إن القمر الصناعي الجديد تم تصميمه وتصنيعه بالتعاون بين معهد الفضاء بوزارة الاتصالات وشبكة من الشركات المعرفية، وتم إطلاقه إلى المدار بنجاح في الثالث من مرداد.

وأضاف أن هذا القمر هو أول قمر صناعي يدخل المدار في نطاق التردد “KU”، وهو من النطاقات الأكثر استخدامًا عالميًا في الاتصالات، ويستخدم بشكل رئيسي في خدمات البث الإذاعي والتلفزيوني، والإنترنت، والاتصالات ذات النطاق العريض. وكانت إيران قد أطلقت من قبل أقمارًا صناعية مثل “ناهيد 1” في نطاق التردد S، الذي كان يستخدم بشكل أساسي لنقل البيانات المخزنة وإعادة إرسالها.

وأشار سالارية إلى أن نطاق “KU” يتمتع بتردد وعرض نطاق أعلى، مما يسمح بنقل حجم أكبر من البيانات، ويشكل بنية تحتية مهمة لتطوير الخدمات الاتصالاتية المحلية في البلاد.

وذكر أن الظروف التشغيلية في المدار تختلف عن الأرض، حيث يتعرض القمر الصناعي لظروف خاصة ومعقدة لا يمكن محاكاتها على الأرض، مثل الفوارق الحرارية الشديدة، والإشعاعات الفضائية، والقيود الزمنية في التواصل مع المحطات الأرضية، وهذه الاختبارات الواقعية توفر فرصة لتحليل الأداء الدقيق للأنظمة الفرعية للقمر.

وأكمل رئيس منظمة الفضاء الإيرانية أن أنظمة القمر المختلفة، مثل أنظمة توفير وإدارة الطاقة الكهربائية، وأنظمة التحكم في الحالة، والدوائر المعالجة، كلها صنعت بتقنيات محلية وتم اختبارها بعد الإطلاق في المدار، وهذه الاختبارات تمكن من التحقق من صحة التصاميم وإجراء التحسينات في النسخ المستقبلية.

وأضاف أن النسخة الثانية من القمر جاهزة للإطلاق، لكن الخطة هي إجراء دراسة دقيقة للبيانات من النسخة الأولى، وبعد تحليل النتائج سيتم إطلاق نسخة محسنة.

وأشار إلى القيود التشغيلية لأقمار مدار الأرض المنخفض (LEO)، حيث يتواجد القمر الصناعي في ارتفاع منخفض مما يحد من فترة تواصله مع المحطات الأرضية، ولتعويض ذلك يجب استخدام مجموعة من الأقمار الصناعية بشكل متناسق لتوفير تغطية مستمرة. والهدف النهائي هو الوصول إلى أقمار صناعية في المدار الجغرافي الثابت (GEO) على ارتفاع 36 ألف كيلومتر، حيث يمكن تقديم خدمات أكثر استقرارًا واتساعًا.

وختم رئيس منظمة الفضاء الإيرانية بالقول إن هذا القمر الصناعي يشكل الخطوة الأولى نحو تحقيق تقنيات اتصالات فضائية متقدمة، وبفضل المعرفة المحلية، سيكون الطريق مهيأً لتطوير أجيال قادمة من الأقمار الصناعية التشغيلية في البلاد.

أعلن رئيس منظمة الفضاء الإيرانية عن نجاح مرحلة حيوية أخرى من هذه المهمة، وقال: آخر الأخبار التي تلقيناها اليوم من القمر الصناعي كانت مشجعة جدًا. ولحسن الحظ، بفضل جهود زملائنا في معهد الفضاء الإيراني ومنظمة الفضاء، تم بنجاح إتمام مرحلة “تثبيت الدوران” للقمر الصناعي.

وأضاف أن تقليل الدورانات الزائدة وتهدئة سرعة دوران القمر الصناعي أمر حيوي لاستكمال مسار المهمة، لأنه فقط عند استقرار حركة القمر يمكننا الانتقال إلى مرحلة التحكم الزاوي؛ وهي مرحلة ذات أهمية كبيرة لتوجيه دقيق وتثبيت أداء الأجهزة الاتصالية.

وأشار رئيس منظمة الفضاء الإيرانية إلى أن الوصول إلى هذه المرحلة يعني عمل العديد من الأنظمة الفرعية للقمر بشكل صحيح، وقال: عدد كبير من الأنظمة الرئيسية أصبحت الآن في الحالة التشغيلية ومستعدة لتنفيذ الأوامر القادمة. هذا الإنجاز يعطينا دفعة كبيرة من التشجيع.

كما تحدث سالاريةه عن خطط الإطلاق القادمة، قائلاً: لدينا نموذج ثاني من هذا القمر الصناعي جاهز حاليًا، لكن سياستنا هي إتمام جميع الاختبارات والتحليلات على النموذج الأول أولاً، ثم إجراء أي تعديلات لازمة على النسخة الثانية، ليتم إطلاقها بدقة وثقة أكبر.

وأشار إلى أن تحديد توقيت الإطلاقات المقبلة يتطلب تنسيقات متعددة وسيتم الإعلان عنه بمجرد الانتهاء من ذلك. كما أشار إلى تصريحات دكتور هاشمي الأخيرة حول قمر “ناهيد 2″، مبينًا أن تلك التصريحات تلميح إلى خطط الإطلاق المستقبلية التي تشمل النسخة الثانية من هذا القمر أيضًا.

وبخصوص آخر حالة للقمر الصناعي الجديد للاتصالات الذي أُطلق إلى المدار في الثالث من مرداد، أكد: القمر الحالي هو النموذج الأول المصنوع في نطاق التردد KU، والهدف منه اكتساب التكنولوجيا لتقديم خدمات الاتصالات والنطاق العريض من مدار منخفض. تم تصميم وبناء هذا القمر بالتعاون بين معهد الفضاء وشركات المعرفة، وجميع أنظمته الفرعية طُورت محليًا.

وأضاف سالاريةه: نظرًا لأن هذا القمر هو الأول من نوعه في تصميمه وتصنيعه، فقد تم إعداد نموذجين منه. النموذج الأول أُطلق بالفعل، والمعلومات الناتجة من اختبارات المدار قيد التحليل حالياً لإجراء أي تعديلات لازمة على النموذج الثاني. وإذا لم تُكتشف أي مشاكل، فسيتم إطلاق النموذج الثاني بواسطة حامل الأقمار “سيمرغ”.

أكد سالارية، رئيس منظمة الفضاء الإيرانية، أن هذه المراحل تتطلب دقة عالية جداً، وقال: عملية الاختبار في المدار، المعروفة باسم IOT (اختبار في المدار)، هي عملية تدريجية وتأخذ وقتاً قد يمتد من عدة أسابيع إلى عدة أشهر. هذه العملية تُجرى بحرص فني شديد سواء في إيران أو في الدول المتقدمة، لأن في كل مرحلة يتم تفعيل نظام فرعي واحد فقط، وذلك لتسهيل تحديد مصدر أي خلل في حال حدوثه.

وأضاف: كل قمر صناعي يتكون من عشرات العناصر، بدءاً من الحساسات والمشغلات إلى لوحات المعالجة، ولكل منها دور محدد. إذا جرت الاختبارات بشكل غير منظم، يصبح من المستحيل اكتشاف الأخطاء. ولحسن الحظ، تم بنجاح الانتهاء من مرحلة تثبيت الدوران، أي أن القمر الصناعي خرج من الدورانات الزائدة وهو الآن جاهز للدخول في مرحلة التحكم الدقيق في الزوايا.

وأكد رئيس منظمة الفضاء أيضاً على الطابع المحلي لهذا المشروع، قائلاً: التصميم، التصنيع، التجميع والاختبار تمّت جميعها داخل البلاد، وجميع الأنظمة الفرعية صُنعت محلياً. فقط في بعض العناصر الخاصة التي لا تحقق الجدوى الاقتصادية أو التي لا يُنتجها العالم بكميات كبيرة، تم اللجوء إلى التوريد الخارجي. لذلك، يُعتبر هذا القمر منتجاً محلياً بالكامل ولا توجد فيه أي تبعية تشغيلية.

وأوضح: نحن نبذل أقصى جهدنا لإجراء اختبارات المدار بدقة عالية، وسنقوم بنشر تقارير الأداء خطوة بخطوة عبر الموقع الرسمي لمنظمة الفضاء ووزارة الاتصالات ليطلع عليها المهتمون بتقنيات الفضاء. هذا المشروع هو خطوة مهمة نحو تحقيق أقمار صناعية تشغيلية في فئات أعلى والوصول إلى المدارات العليا مثل مدار الأرض الثابت (GEO).

وقال سالارية: هذا المشروع نموذج ملموس وموثوق للتقدم في تصميم وتصنيع واستغلال الأقمار الصناعية الاتصالاتية محلياً.

وأضاف: تم بنجاح تثبيت الدوران، والخطوة التالية هي التحكم الدقيق في الزوايا، وهي مرحلة ذات أهمية كبيرة. وتُجرى اختبارات المدار (IOT) بشكل تدريجي بسبب الطبيعة المعقدة والمتعددة الطبقات للأقمار الصناعية، وقد تستغرق من عدة أسابيع إلى عدة أشهر.

وفي ردّه على سؤال حول مساهمة تقنيات الفضاء في حياة الناس، قال: الأقمار الصناعية لتحديد المواقع التي نستخدمها في هواتفنا المحمولة، وأنظمة الاتصالات في المناطق النائية التي تفتقر للبنية التحتية الأرضية، كلها تعتمد على تقنيات الفضاء. حتى البث التلفزيوني والإنترنت واسع النطاق في بعض المناطق يعتمد على الاتصالات الفضائية. لذلك، صناعة الفضاء موجودة بشكل مباشر أو غير مباشر في حياة الناس اليومية.

وأشار سالارية إلى مشاركة واسعة من الشركات المعرفية في مشاريع الفضاء، وقال: التصميم النظامي، التصنيع والتجميع لبعض الأنظمة الفرعية الحيوية لا يزال يتم في مراكز البحث، لكن العديد من الأنظمة الفرعية مثل لوحات المعالجة، أنظمة التحكم في الحالة، المرسلات والمستقبلات تُنتج في الشركات المعرفية المحلية. وبعض هذه المنتجات صدرت حتى إلى الخارج.

وشدد على أن تطوير هذه الشركات ساهم في خلق منظومة مستدامة في صناعة الفضاء الوطنية. اليوم بعض الشركات المعرفية الإيرانية لديها القدرة على تصنيع قمر صناعي كامل، ومن أمثلة ذلك أحد الأقمار التي صُنعت العام الماضي من قبل شركة محلية وتم إطلاقها بنجاح.

أما عن تكلفة تصنيع الأقمار في إيران، فسأل سالارية وأوضح: الرأي العام يظن أن صناعة الفضاء مكلفة جداً، لكن في إيران التكاليف أقل بكثير مقارنة بالدول ذات التقنية المشابهة. رغم أن البحث والتطوير والإطلاق وتثبيت التكنولوجيا تحتاج إلى استثمار أولي، إلا أن منتجاتنا الفضائية تصبح بعد ذلك منافسة تماماً في السوق العالمية.

وحول مكانة إيران بين القوى الفضائية العالمية، قال: التصنيف الرقمي قد لا يكون دقيقاً تماماً، لكن الحقيقة أننا حالياً قادرون على تصنيع الأقمار الصناعية، الصواريخ الحاملة، قواعد الإطلاق ومحطات استقبال البيانات. بالرغم من أن بعض الدول بدأت قبلنا بسنوات والفارق موجود، إلا أننا نشطون في العديد من فئات الأقمار من النانو إلى الاتصالاتي والمسحي.

وأضاف: مع انخفاض تكلفة التكنولوجيا وتوسع الشركات المحلية، مستقبل صناعة الفضاء في إيران سيكون أكثر إشراقاً. هدفنا النهائي هو تحقيق الاستقلال الكامل في تقديم الخدمات الفضائية وتصدير التكنولوجيا.

وفي ختام حديثه في برنامج متخصص في مجال الفضاء، أشار إلى موقع إيران بين الدول ذات التكنولوجيا الفضائية، وقال: العديد من الدول تقتصر حالياً على تصنيع نانو أقمار صناعية صغيرة جداً بأبعاد حوالي 10×10 سنتيمتر ووزن منخفض، بينما إيران تمكنت من تصميم أقمار صناعية متقدمة وأثقل وزناً.

وذكر مثالاً على إنجازات محلية: قمر “ناهيد” بوزن حوالي 110 كجم هو أحد المشاريع الفضائية المهمة في البلاد، وكذلك قمر “فارس” الذي أُطلق قبل حوالي عامين، وهو من الإنجازات البارزة للجمهورية الإسلامية في هذا المجال.

أما عن جدول إطلاق الأقمار الجديدة، فقال: قمر “سپاسگزارم” في مرحلة التصميم حالياً ومن المحتمل إطلاقه في العام القادم (1406 هجري شمسي). وإذا تسارعت الأعمال، قد نصل إلى النتيجة قبل الموعد المخطط.

وفي الختام، شكر سالارية جهود المتخصصين المحليين في صناعة الفضاء وتمنى النجاح لجميع العاملين في هذا المجال، معرباً عن أمله في أن نرى قريباً حضوراً أكثر فعالية لإيران في المدارات الفضائية العليا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى