مقالات الرأي

المحور الثاني: رد إيران (الجزء الثالث)

✍️ القسم السياسي:

 

ب. الأسلحة المستخدمة

استخدمت إيران ترسانة متنوعة من الأسلحة، وركّزت على عرض أسلحة جديدة لإثبات تفوقها التكنولوجي. وكانت أبرز الأسلحة المستخدمة كما يلي:

1. الصواريخ الباليستية:

  • صاروخ خيبر: صاروخ باليستي متوسط المدى (حوالي 2000 كلم)، مزود بنظام توجيه دقيق ورؤوس حربية متعددة بوزن يصل إلى 1500 كغم. استُخدم لاستهداف القواعد العسكرية في النقب، ودمر جزءًا من قاعدة “نفتيم”. يُعد خيبر أحد الأدوات الرئيسية في العملية بفضل قدرته على اختراق الدفاعات الجوية ودقته العالية.
  • صاروخ فاتح 110: صاروخ قصير المدى (300-500 كلم)، بدقة تصل إلى 10 أمتار، استُخدم لضرب مراكز القيادة والسيطرة في الجولان. يُعد من أعمدة ترسانة إيران الباليستية بفضل تكلفته المنخفضة ودقته العالية.
  • صاروخ سجّيل: صاروخ باليستي أسرع من الصوت، تصل سرعته إلى 14 ماخ، مما يصعّب اعتراضه. استُخدم في الموجات الأخيرة من الهجمات لاستهداف أهداف حساسة، مبرزًا امتلاك إيران تقنيات متقدمة.
  • صاروخ خرمشهر-4: مزود برؤوس عنقودية، قادر على تدمير أهداف واسعة مثل المخازن العسكرية، واُستخدم في ضرب المناطق الصناعية، مما يدل على تصميمه لإحداث دمار شامل.

2. الطائرات المسيّرة:

  • شاهد 136: مسيّرة انتحارية منخفضة التكلفة (حوالي 20 ألف دولار) وبمدى 2500 كلم، استُخدمت بشكل واسع لتشتيت الدفاعات الجوية للكيان. تصميمها البسيط والرخيص سمح بإنتاجها على نطاق واسع واستخدامها في هجمات إغراقية.
  • مهاجر-6: مسيّرة هجومية مزودة بصواريخ موجهة بدقة، استُخدمت لاستهداف أهداف استراتيجية مثل المراكز اللوجستية في إيلات. تميزت بقدرتها على حمل ذخائر ثقيلة ودقة ضرباتها، وأدت دورًا تكميليًا مهمًا للهجمات الصاروخية.

3. الأسلحة الجديدة:

  • صاروخ ذو الفقار: صاروخ باليستي قصير المدى (700 كلم)، مزود بنظام توجيه متطور يعتمد على الملاحة عبر الأقمار الصناعية. اُستخدم لأول مرة في هذه العملية، وأثبت فعاليته في إصابة مراكز القيادة بدقة 5 أمتار. يُعد إنجازًا محليًا خالصًا يُقلل اعتماد إيران على التكنولوجيا الأجنبية.
  • صاروخ صیاد 4: صاروخ أرض-جو من منظومة “باور 373″، بمدى يصل إلى 300 كلم وقادر على استهداف عدة أهداف في وقت واحد. اُستخدم لاعتراض الطائرات والصواريخ المعادية داخل الأجواء الإيرانية، مما ساهم في تقليل الخسائر.
  • المسيّرات الاستراتيجية: تشمل “كرار” و”أبابيل-5″، وهي مزودة بقدرات هجومية واستطلاعية متكاملة، وتتمتع بمقاومة عالية للحرب الإلكترونية بفضل أنظمة الملاحة المستقلة. استُخدمت لضرب أهداف حساسة مثل معهد وايزمان للأبحاث النووية.

هذه الأسلحة تُجسّد استثمار إيران الطويل في الصناعات الدفاعية المحلية، وقد مكّنتها من إنشاء ترسانة متنوعة ومتطورة. كما أثبت استخدام أسلحة مثل “ذو الفقار” و”صياد 4″ قدرة إيران على تطوير تقنيات متقدمة دون اعتماد على الغرب، موجّهة بذلك رسالة حاسمة للكيان الصهيوني وحلفائه.


ج. إحصائيات الرد:

  • عدد الصواريخ: أكثر من 550 صاروخًا باليستيًا، بنسبة اختراق للدفاعات تصل إلى حوالي 35٪، ما يدل على قدرة إيران على تجاوز الأنظمة الدفاعية المتطورة للكيان.
  • عدد المسيّرات: أكثر من 1000 مسيّرة، نجحت منها على الأقل 5 في إصابة أهداف استراتيجية، نتيجة استخدام تكتيكات الإغراق وتنوع مسارات الهجوم.
  • الخسائر المادية للكيان الصهيوني: قُدرت بحوالي 12 مليار دولار، وشملت تدمير جزء من قاعدة “نفتيم”، محطة عسقلان للطاقة، ومراكز صناعية في النقب. لهذه الخسائر أثر اقتصادي طويل الأمد.
  • الخسائر البشرية: مقتل أكثر من 20 ضابطًا وجنديًا، من بينهم ضباط استخبارات، جنرالات، وعلماء نوويون في معهد وايزمان، ما مثّل ضربة للبنية العسكرية والعلمية للكيان.
  • مدة الهجمات: استمرت 3 أيام، عبر 22 موجة هجومية جمعت بين الصواريخ والمسيّرات، مما زاد الضغط النفسي والعملياتي على الكيان.
  • التأثير الاقتصادي: توقّف الملاحة في ميناء إيلات وانقطاع الكهرباء في مناطق واسعة، مما فاقم الخسائر الاقتصادية نتيجة تراجع الإنتاج الصناعي وارتفاع تكاليف الترميم.

وتعكس هذه الأرقام حجم العملية الإيرانية وتأثيرها العميق، حيث تسببت بنزوح حوالي 25٪ من المستوطنين في الجنوب والشمال، مما زاد من الضغوط الاجتماعية والسياسية على الكيان.


د. تحليل تأثير الأسلحة الجديدة:

  • ذو الفقار: أثبت فعاليته في ضرب الأهداف الدقيقة بدقة 5 أمتار، مما قلّل الحاجة إلى إطلاق كميات كبيرة من الصواريخ. وبفضل تكلفته المنخفضة وتصنيعه المحلي، أصبح خيارًا اقتصاديًا فعالًا يُعزز قدرات إيران على ضرب مراكز القيادة.
  • صیاد 4: عزّز منظومة الدفاع الجوي الإيرانية، وتمكّن من اعتراض طائرات معادية وصواريخ داخل الأجواء الإيرانية. ورغم محدودية البطاريات الدفاعية، أظهر الصاروخ قدرة على التصدي لمقاتلات متطورة كـ”F-35″، موجّهًا رسالة ردع قوية. كما يمكن دمجه مع رادارات متقدمة ما يعزز دقته وكفاءته.
  • المسيّرات الاستراتيجية: كـ”كرار” و”أبابيل-5″، أظهرت قدرة إيران على تنفيذ عمليات بعيدة المدى وبتكلفة منخفضة. وبفضل أنظمتها الملاحيّة المستقلة، نجحت في اختراق الدفاعات الجوية وضرب أهداف حساسة، ما يعكس تطور إيران في تصميم مسيّرات متعددة المهام (استطلاع، هجوم، تشويش).

هذه الأسلحة لم تُعزز فقط القدرات العسكرية الإيرانية، بل كرّست موقع إيران كقوة تكنولوجية إقليمية. كما عكست الاستراتيجية الإيرانية في تقليل الاعتماد على الخارج وتطوير ترسانة محلية قادرة على مواجهة التهديدات المتقدمة.


الخاتمة:

جاء رد إيران على العدوان الصهيوني في يونيو 2025 ليشكّل تحولًا استراتيجيًا في عقيدتها الدفاعية، من “الصبر الاستراتيجي” إلى “التناسب الاستراتيجي”. الهجوم الصاروخي، المدعوم بالمسيّرات والهجمات السيبرانية، ألحق أضرارًا مادية وبشرية كبيرة بالكيان وكشف ثغرات في دفاعاته الجوية.

كما أن التنسيق مع حلفاء محور المقاومة، مثل أنصار الله وحزب الله، عزّز من فعالية الرد، وأجبر الكيان على مواجهة تهديدات متعددة الجبهات.

استخدام أسلحة جديدة كـ”ذو الفقار”، “صیاد 4″، والمسيّرات الاستراتيجية أثبت التفوق التكنولوجي الإيراني، ورسّخ معادلة ردع جديدة. ورغم التحديات الإقليمية، أعاد هذا الرد صياغة توازن القوى في المنطقة، وأشار إلى مرحلة جديدة من الصراع تتطلب استراتيجيات أكثر تعقيدًا من كلا الجانبين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى